الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> الرعيان >>
قصائدسعدي يوسف
- قد تعني الأرضُ ، لمن يُنْبتُها البقلَ ، كثيراً
- أمّا نحنُ فإنّ الأرضَ لدينا متطايرةٌ
- وهشيمٌ
- أخضرُ حيناً ، أصفرُ حيناً
- ورمادٌ في الريحِ…
- صحيحٌ ، نحن وُلِدنا في مُرْتبَعٍ ما
- في يومٍ ما، لكنا سربُ جرادٍ
- والأرضُ كذلك سربُ جرادٍ ؛ نبلغُها فتطير …
- لكنّا أبصرْنا ، اليومَ ، قوافلَ فولاذٍ تبحرُ في الرملِ فلا تغرقُ
- أبصرْنا في الجوِّ نسورَ حديدٍ وصواعقَ ،
- قيلَ لنا : الأرضُ لمن يفتحُها …
- عجباً !
- نحن هنا منذ قرونٍ :
- لم نملِكْ
- لم نُمْلَكْ .
- أحسسنا ، اليومَ ، بأنّ الأرضَ لها معنى …
- لا يملكُ واحدُنا غيرَ عباءتهِ الصوفِ
- يُفضفضُها صيفاً
- كي يلتفَّ بها ، مثلَ الكبشِ ، شتاءً ؛
- ومع السنواتِ
- مع الريحِ
- مع المطرِ المتبدلِ والمرعى
- سوف يكون اللونُ أخفَّ
- يكون الصوف أخفَّ
- تكون خيوطُ الصوفِ ملائكةً …
- إذّاكَ يفارقُ واحدُنا عُمْرَ عباءتهِ ، ليموت…
المزيد...
العصور الأدبيه