الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعاد الصباح >> السمفونية الرمادية >>
قصائدسعاد الصباح
- يا أحبابي :
- كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ
- هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ
- فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،
- ومن كلِّ الأجناسِ ،
- ومن كلِّ الألوانِ
- تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ
- كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ
- من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ
- يا أحبابي :
- كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ
- شيئاً من موسيقى القلبْ
- لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ
- فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ ...
- -2-
- يا أحبابي :
- كيف بوُسْعي ؟
- أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ
- الرُعْبْ ؟
- أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ
- وهذا الإحباطَ القوميَّ
- وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ .
- -3-
- يا أحبابي :
- كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ
- لكَّن العالمَ – واأسَفَاه – تَحوَّلَ وحشا مجنوناً
- يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..
- يا أحبابي :
- أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ
- كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ
- أرجو أن أتعلّم منكمْ
- كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ
- أرجو أن أتعلّم منكمْ
- كيف يقول الشاعرُ شِعْراً
- وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..
- -4-
- لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ
- هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟
- هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟
- أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟
- هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ
- أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ
- تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ
- مقتولٌ يبكي مقتولاً
- جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً
- وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ
- لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ
- فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،
- بلا أسماءْ ...
المزيد...
العصور الأدبيه