قصائدد. عبدالله الفيفي



فيفاء
د. عبدالله الفيفي



  • فيفاءُ، يا فَلَكَ الخَيالِ الأبْعَدا

  • وهَوًى يسافرُ في جناحَيهِ المَدَى

  • "ما أطيبَ الحَجَرَ الفتَى" متلألئاً

  • بالحُلْمِ صَحواً والخرافَةِ مَشهَدا‍

  • ما ضمّني بَلَدٌ ولا ضَامَ النَّوَى

  • إلا وجَدْتُ شَذاكِ فيَّ مُجَدّدا

  • قالوا: " هي الأوطانُ مهما تَجْفُنا "

  • وأقولُ، يا وطني:" فديتُك، سَيِّدا "

  • لا جفوةٌ يُخْشَى تغوُّلُها ، ولا

  • يوماً حفلتِ بمَن جَفَا أو هَدَّدا

  • طَوْدٌ بهِ اللهُ يُثَبِّتُ أرضَهُ

  • من أنْ تميدَ، وجَلَّ ذاكَ مُوَطّدا

  • شمّاخةٌ فيها الحصونُ ، كأهلها،

  • من رامَها رامَ السماحةَ والنَّدَى

  • أخلاقُها الجبلُ المُنِيْفُ ، وهل دنا

  • جبلٌ يُعاتبُ من ذُراهُ الفَدْفَدا؟

  • شَمَمُ الجبالِ منَ الرجالِ، ولا يُرَى

  • شممٌ يُجاورُ في الرجالِ ترَدُّدا

  • ولأنتِ أنتِ ، وراحتاكِ مواسمٌ

  • للحُبِّ تَذروهُ الحِياضُ زَبَرْجَدا

  • ومواسمُ الهمَمِ الشواهق طَلْعُها

  • قِمَمٌ تراودُ في ثراها الفَرْقَدا

  • في كل "رَيْدٍ" بارقٌ متهلِّلٌ

  • ناجَى على كَتِفِ التنائفِ مُرْعِدا

  • وكذا الحرائرُ : فتنةً ، وحصانةً،

  • وفطانةً ، وصِيانةً ، وتَصَيُّدا





  • فيفاءُ، يا كأسَ النَّدامَى إنْ هُمُ

  • ظمئُوا لطلِّكِ أكؤساً أو أكْبُدا

  • مدّي جناحَكِ، حَلِّقي رَيَّانَةً

  • بطموحكِ الوَثَّابِ، حُجِّي الأَمْجَدا

  • فعقاكِ الشاهينُ يصطادُ السُّهَا

  • وعقابكِ الإنسانُ يصطادُ العِدَى

  • ( عبسيّةً ) عَبَسَتْ على قَيْدِ الدُّنَى،

  • فتحَرَّرتْ، وأتَى الزمانُ مُقَيَّدا

  • بارودُها شِيْحٌ وكاذيٌّ زَكَا

  • ورصاصُها عِنَبُ الفُتُونِ تَعَنْقَدا

  • "هُزَّابُها" هَزَمَ العزائمَ مصْبِحاً

  • ورمَى القلوبَ "بُعَيْثِرَانٌ" مُسْئِدَا

  • من حَقْوِها لشِعافها رَشَفَ الضِّياء

  • (م)ظلالها راحاً وراحَ أو اغْتدَى

  • لم يُلْقَ فيها جَحْفَلٌ مِن أنجُمٍ

  • إلاّ بهِ لُقِيَتْ جَحَافلُ من رَدَى

  • جُنْدُ الجَمالِ ، كتائباً بكتائبٍ،

  • واللهُ كمْ وَهَبَ الجَمَالَ وجَنَّدا





  • يا غادةً حَلُمَتْ فغادرَ حُلْمُها

  • "نَيْداً" تَدانَى أو"حَبِيْلاً" مُصْعِدا

  • لفَّتْ "مِحَنَّتَها"، قوافيَ من دمي،

  • عَرَفتْ مَحَبَّتَها فسَاقتْني صَدَى

  • بجديلةٍ من شَعْرها عَبِثَ الدُّجَى

  • والشمسُ أرْختْ بين نهديها يَدَا

  • لتثورَ في ربواتها "وَطَفُ" الضُّحَى

  • تَحْسُو نُضاراً صافياً وزُمُرُّدا

  • بُنِّيَّةَ النَّجْوَى ، على أهدابِها

  • رفَّتْ طيورٌ فاستحالتْ أنْجُدا

  • من عَرْفِ فَوْدَيْها تَنَفَّسَ شارقٌ

  • وعلى خميلةِ شادنَيها وَرَّدا

  • في "شَتْوِها" صيفٌ يَلُمُّ حَصَادَهُ

  • في صيفها "شتوٌ " توالى مُنْشدا

  • حُلُمي هنالك غَيمتان بصدرها،

  • تتلاثمانِ وترأمانِ المَوعِدا

  • وتُسبّحُ الأنواءُ من أعطافها،

  • نَوْءًا "يُحَوِّم" إثْرَ نَوْءٍ "مَغْرَدَا"





  • يا مَن يُرى فيها المُحَالُ حقيقةً

  • وتدورُ في يدها الهُنَيْهَةُ سَرْمَدا

  • أهْمِي عليكِ مَحبَّةً لا يمَّحي

  • حِنَّاؤها، وأصوغُ جِيْدَكِ عَسْجَدا

  • عودي إليَّ من الأساطيرِ التي

  • "زَرْكَشْتِ" نَسْجَ خيوطها لي مَعْهَدا

  • "كثَبَغْطِرٍ" تهفو بقايا ريشِهِ

  • من ذمّةِ الذِّكْرى خيالاً من نَدَى

  • عودي كما كنتِ، كما لم تُعْرفي

  • إلاّ وَقَدُّكِ كالأريْجِ تَأَوُّدا

  • واستنبشي "فينوسَ" أيّامٍ نأتْ

  • نَحَتَتْ بهاءَكِ للأنوثةِ مَحْتِدا

  • ولَكَمْ جَنَى"حُسْنُ الحضارةِ"، أين من

  • عَيْنيَّ حُسْنُ حضارةٍ كانتْ غَدَا





  • دارتْ تُفَتِّشُ أُمُّنا عن أُمِّها

  • فينا وتَحْفِرُ في بقايانا سُدَى

  • عِرْقٌ شَربتمْ منه كأساً واحداً

  • كيف استفاقَ تَحَدُّداً وتَعَدُّدا ؟

  • أَيُهَدُّ بيتٌ من حُروفِ قلوبكمْ

  • شيَّدتُمُ؟ فلبئس بيتٌ شُيِّدا

  • أَتروح كلُّ عَسِيْفَةٍ في غِيلها

  • جَذْلَى وسَبْعُ الغِيلِ عنهُ تَشَرَّدا‍

  • أَتُدارُ أحلامي وآلامي ولا

  • يَبْكِي عليَّ سوايَ فِيَّ مُسَهَّدا

  • سألتْ عَطَا.. سألتْ عُبَيْداً.. مالِكاً

  • أَسَفي عَلَيَّ- بَنِيَّ- أَيكُمُ الفدَى؟‍

  • وتأوبُ وَحْشَى، فالحناجِرُ أعينٌ

  • عمياءُ تلتهمُ الفراغَ المُوْصَدا





  • ما ردَّ مَجْدَكَ – يا زمانُ - تذكُّرٌ

  • أو جَدَّ أمرُكَ - يا مكانُ - تَوَجُّدا

  • لكنَّ ليْ بمَدارِ تَهْيامي صَبًا

  • تُعْلي جناحَ الحُلْم، قمْحيَّ النِّدا

  • لِغَدٍ سَيُثْمرُ سَقْفُهُ من فِضَّة الـ.

  • آماسِ صُبْحاً يافعًا خَضِلَ الرِّدَا

  • بُني الجِبالُ من الحجارةِ ، إنَّما

  • جبلي بأحجارِ الرِّجالِ تَمَرَّدا

  • (جمّانُ) يَنْبُتُ فيه من رَحِمِ الثَّرَى

  • والآبَنُوسُ سَرِيْرُهُ ، حَقْلاً بَدَا

  • يَنْمُو (سَرِياًّ)، فالصواعقُ صَنْعَةٌ

  • في كَفِّهِ ، قَدُّوْمَهُ والمِبْرَدا

  • ألَقٌ هنالكَ شاهقٌ يَشْتَفُّني

  • فأدورُ في رئَةِ الزَّمانِ تنهُّدا

  • أستقرئ الأيَّامَ في صَدْري وفي

  • صَبْري غُبَارُ كتابها ، متَوَحِّدا

  • عَطَشي على الترحال يفْتِكُ بي هنا

  • وإليكِ يا أمَلي شربتُ الأَفؤُدا

  • رُدِّي صِبايَ، صِباكِ فيَّ، صَبابتي،

  • واستقبلي كاليومِ أمسي الأغيدا

  • ولتغْفري بُعْدي القريبَ، وتغفري

  • قُربي البَعِيدَ ، ومرتقايَ الأعْنَدا

  • صوتي على متنِ الوَنَى يسري إلى

  • أُذنَيْكِ- أُمِّي- فامنحيهِالمَوْلِدا





  • فيفاءُ ، يا بئرَ المعاني المُفْرَدا

  • ومَعِيْنَ شَوقٍ بالحروفِ تَوَقَّدا

  • لغةُ الرجوعِ إليكِ أُنثى، خَطُّ ها

  • (م)تفها بخَطِّ العُمْرِ فيَّ مُغَرِّدا

  • ليستْ تنامُ ، ولا أنامُ ، وكيف لي

  • لو نامَ جوّالُ الهَوَى أنْ أُنْشِدا

  • أرهقتِ بازَ الشِّعْرِ في تحليقهِ

  • من حيثُ جاءكِ كان شِعْرُكِ أجودا

  • فاللهُ قد نَظَمَ الجَمَالَ، قصائداً

  • أُوْلَى ، وكُلُّ الشِّعْر جاءَ مُقَلِّدا

  • أُلْقِيْكِ في هامِ الأثيرِ قصيدةً

  • كحفيفِ ثوبِ عروسةٍ دافي الصَّدَى

  • وأقولُ – تَرْحَلُ بي طُيُوبُ حضورها-

  • يا أنتِ ، أسْلمْتُ إليكِ المِقْوَدا‍

  • تَعِبَ الفؤادُ إليكِ ، يا بلقيسَهُ،

  • فأتى يفتّشُ عنِك عرشَكِ، هُدْهُدا

  • عفواً، أنا ما عاد صوتي في يدي

  • بُهِتَ البيانُ بأحرفي وتَبَلدا

  • كمْ قُلْتُ إنِّي شاعرٌ ومُصوِّرٌ

  • حتى انْتَحلْتُكِ، عامداً مُتَعمِّدا

  • فعرفتُ حَجمَ قصيدتي بقصيدتي

  • يا رَوْعَةَ الشعْر الذي لن يُقصَدا





  • فيفاء، كلّ ثرى العروبةِ مُوْحِلٌ

  • هلاّ وهبتِ ثراي نجماً يُهتدى؟

  • إني سألتكِ.. تأكلُ الفوضى يدي

  • وأضمّ من تعبي على تعبي اليدا



أعمال أخرى د. عبدالله الفيفي



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟