الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> خليل حاوي >> قطار المحطّة >>
قصائدخليل حاوي
- ما زالَ من عامٍ
- يُرَاوحُ في محطّتِهِ قطارْ
- يَفْري على الخطَّينِ
- أَشلاءَ الصغارِ مع الكبارْ
- ***
- في زَحمة القتلَى
- على كفنٍ وتابوتٍ وبئرٍ ضَيِّقَهْ
- عايَنْتُ خطًّا يَمَّحي
- بَينَ الزمانِ ولا زَمانْ
- عايَنْتُ خطًّا يمَّحي
- بينَ التوهُّمِ والعيانْ
- أَعددتُ للأعمارِ في الدنيا
- جنائزَ مطلقَهْ
- ***
- أوغَلْتُ في نَفَقٍ
- من الهولِ الثقيلِ إلى المبيتْ
- صوتٌ جريحٌ يستجيرُ ولا يُجارْ
- تَتَفتقُ الأَصْدَاءُ
- عن شررٍ يشيعُ مدى السكوتْ
- أُمِّي العجوزُ
- يَعَضُّهَا ظنٌّ, يرسِّخُهُ انتظارْ
- وتكادُ من جَزَعٍ تموتْ.
- ***
- رَاوَغْتُ طولَ الليلِ,
- غولَ مؤَامراتٍ واغتِيالْ
- يَشْتَفُّ طَعْمَ غرائبِ التعذيبِ
- ممتعةً, حلالْ,
- وحمدتُ ذئبًا يشتهي
- لحمَ الفريسةِ
- غصَّةَ الأَعضاءِ غيرَ مشوَّهَهْ,
- وبَلوتُ لسعَ السوطِ
- في جسد البريءِ
- وعشتُ في أعضائِهِ المتأوّهَهْ
- ***
- لو كان يعصم عفَّةَ الأُنثى امتناعْ
- ما غَوّرَتْ دربٌ, مدى الساقينِ,
- واسعةً مُشَاعْ
- تجتاحُهَا حمَّى الحماةِ بلا انقطاعْ
- ***
- بشرٌ يمدُّ لسانَهُ فأْرًا
- ويمخر مُزْبِلَهْ
- اَلعارُ أَصلُ طباعِهِ
- لن يُخجلَهْ
- ***
- اَلسيِّدُ المختارُ
- يُتقنُ من صراعِ الفكرِ
- حالاتِ التشنُّجِ في الصريعْ
- يُرْغِي بحبِّ اللهِ والإنسانِ
- والقيمِ التي تَلِدُ الحضارَهْ
- وأَرَى فروخَ البومِ
- تنبتُ في ضميرٍ بَاعَ نارَهْ
- ومضى يَبيعْ
- لحمًا تبعثَر في الشوارعِ
- لحمَ لبنانَ "المخلَّعِ" و"المنيعْ".
- ***
- أُمِّي تخافُ النَّوْمَ يَفْتَحُ
- ثقلَ جفنَيْهَا على غَضَبِ السماءِ,
- بلى, بلى... غضَبٌ.. مُحَالْ,
- يا مَنْ تعوَّدَ أَن يُريحَ المتعبينَ,
- بلا سؤَالْ
- ***
- ما همَّ لو بَكَتِ العجوزُ
- ذبيحةً بين الذبائحِ
- تفتَدِي جبلَ الطيوبْ,
- تَجلُوهُ من كيدٍ
- تَصلَّبَ في القلوبْ
- في البدءِ لم يفتِكْ أَخٌ بأخيهِ
- لم يهربْ من العينِ الخفيةِ والعليمهْ
- في البدءِ لم تكن الجريمهْ!!
- لبنانُ سوف يشدُّ يمناهُ على اليُسْرَى,
- يعودُ, تضمُّهُ الأُم الكريمَهْ
- ***
- لِمَ لا أَقولْ:
- خوفٌ خفيٌّ يَنْطوِي, ينسَلُّ
- في صُلْبِ الفوارسِ والوُعُولْ
- يدوي فيَرْتَجِفُ الحجَرْ,
- يمضى فيبتسم الضَّجرْ,
- حرفُ الرغيفِ
- يشدُّ أَفواهًا تئنُّ, تئنُّ
- تلهثُ في مَدَارْ
- أَلقى صحابي في المدارِ على احتقارْ
- يرتدُّ خَنْجَرُهُ إلى صَمْتي
- ويبتلعُ الوحولْ
- قلبٌ يهمُّ ولا يقولْ,
- لِمَ لا أَقولْ:
- تَتَحَجَّرُ العينانِ
- في صمتٍ يحجِّرهُ الذهولْ:
- إِنَّ الفجائعَ مُزْمنَهْ
- إِنَّ الغمائمَ مزمنَهْ
- لونَ ياقوت, جمان, أُرْجُوَانْ,
- وبياضَ حلمِ الطفلِ
- يهجعُ وهو يرضعُ في أَمانْ,
- حُلْمٌ
- يولِّدُهُ سوادُ القلبِ
- يُزْهرُ في عروق موهنَهْ
- إنّ الفجائعَ مزمنَهْ
- إن الغمائمَ مزمنَهْ
- أَدركتُ سرَّكَ
- يا أبا الهولِ الذي لا يلتقي
- عبرَ الزمانْ
- سرًّا أصيلاً يستجدُّ فيعلنَهْ
المزيد...
العصور الأدبيه