قصائدحميد سعيد



تخطيطات بالفحم والدم على جدران المتحف العراقي
حميد سعيد



  • سبعة كُهّانٍ من أور..

  • سبعة حُكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ

  • النيرانُ تُحاصرهم في فردوسِ الوطنِ المغدورْ

  • يَطردهم وحشُ العتمة... من حقلِ النورْ

  • ...السومريون أَفاقوا من سَماديرِ الرؤى ..

  • فانفتحت على جَحيم العالم السفليِّ... ألفُ بابْ وجاءَ رَبُّ الجُنْدِ من ممالكِ الحقد..

  • إلى أوروك...

  • منتقماً..

  • فأَشعَلَ النيران في نَخيلها... وأَشعَلَ النيرانَ في الأعنابْ

  • أيقَظت المليكَ البابليَّ من سُباتهِ البعيدِ..

  • ضَجَّةُ اللصوصِ في الأسواقْ

  • وفَزَعت كاهِنةُ المعبدِ في آشورْ

  • أهذهِ نهايةُ الكون... وهذي فَورَة التَّنّورْ؟!

  • خائفةٌ عشتار... قانِتٌ تمّوز..

  • مَنْ هؤلاء؟

  • انتزعوا الألوانَ مِن ثمارِ حَقلهِ..

  • وجَرَّحوا الألحانَ... في ليالي الحانْ

  • نَهبوا ما أبدَعَ الزمانُ.. من كُنوزْ

  • ...

  • القادمون من أَرومةِ الخَلِّ... ومن مُسْتَعمراتِ النملِ..

  • من بقايا مدنٍ منسيةٍ.. من حُقَبٍ وحشيَّةٍ..

  • من عَفَنٍ في الروحِ..

  • من عَجينٍ فاسدٍ..

  • ومن سُلالات الخَراب والخرائبِ..

  • مَنْ هو انكيدو؟

  • تَقولُ المرأةُ البَغِيُّ... لم يكن لي صاحباً

  • ولَمْ يَذُقْ من ثَمراتِ جَسدي... حُلواً ولا مُرّاً

  • ولم يَكُنْ خِلاًّ لكلكامش... ما رافقَهُ يوماً إلى الماءِ..

  • الذي خَبَّأَ فيه الجدُّ... سرَّ الموتِ والحياة

  • .......

  • تَرتَجفُ النصوصُ في أصابعِ اللصوصْ

  • تَسّاقَطُ القَصائدُ الأوُلى... كما الأسنانُ في الشيخوخةِ..

  • اقتربتُ من كاهنةِ المعبَدِ..

  • كانتْ تَتَخفّى في أزقَّةِ الكرخِ... وكانَ دمُها..

  • يَمتَدُّ من جراحها إلى فضاء الموت... في المتحفِ

  • كانَ ناصر بعل يبكي... بَعدَ أنْ جَرَّدهُ الغُزاةُ من خُوذَتهِ

  • حيثُ رأى الليلةَ... في مواسمِ الأَسلافْ

  • النارَ والرمادْ

  • النارَ والرمادْ

  • النارَ والرمادْ

  • ليس سوى مرثيةٍ سوداءَ... صارَتْ البلادْ

  • ...

  • سمعتُ في غيابةِ المتحفِ... صوتاً يصيحْ

  • يا أُمَّنا شبعادْ

  • مَنْ ذا الذي يَطردُنا من لغةِ الملحمةِ الأُولى..

  • ومَنْ ذا الذي يُحيلُنا إلى تُخومِ الظلامْ؟!

  • يا أُمَّنا شبعادْ

  • ليسَ سوى مرثيةٍ سوداءَ... هذه البلادْ

  • .......

  • المجموعة:

  • سبعةُ كُهّان من أورْ

  • سبعةُ حكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ

  • ضاعوا في ظلموتِ الماءِ المسجورْ

  • وافترقوا في اللحظات المجذومةِ.. مسمولينَ بأيدي الأوغادْ

  • لا أحدٌ.. يسأل عن بغداد

  • لا أحدٌ يسألُ عن بابل.. عن أور.. وعن آشورْ

  • ...

  • شاهدتُ عبد اللهِ في الجوارْ

  • يُمسِّحُ الجدرانَ.. يَستظلُّ بالخرائبِ التي كانت بلاداً

  • ويُقيمُ مأتماً في سرِّهِ.. يفتحُ في الدمارْ باباً.

  • إلى حدائقٍ غَفَتْ على أَديمها عشتارْ

  • وغَيَّبَتْ آلاؤها.. ما خلَّفَ التتارْ

  • أَعادَ للأشجارِ أسماءها..

  • وأعادَ العِطْرَ للأزهار.. والأَلوانَ للثمارْ

  • والخريرَ للسواقي.. والهديرَ للأنهارْ

  • حتى أذا أفاقْ

  • كان الرمادُ سيِّداً..

  • وكانْ..

  • وحشٌ خرافيٌّ يلمٌّ دورة الزمانْ

  • في لحظةٍ غُيِّب عنها الله والأنسانْ

  • وكانَ عبدُ الله والنخيلُ والقبابُ الخُضْرُ والنَهران..

  • في مضارب الأَقنانْ

  • أهذهِ الغيبوبةُ السوداء بغداد

  • وهذا الموتُ بغداد؟

  • لماذا وقَفَتْ في حرمِ التارِيخِ حتى جاءَها القاتِلُ من مأمنها

  • ماذا سيبقى لك إِن لم تَصْعَدي من عثراتِ العالم السُّفليِّ

  • من نار الأساطيرِ إلى نورِ المقاصيرِ

  • وماذا يُلهمُ العشاقَ.. إنْ لم تَغسلي بالضحكِ الأمطارَ..

  • ماذا يُلْهِمُ العُشاق؟

  • ...........

  • تَتساقط الأحلامُ.. مثل تساقطِ الأوراق

  • تزدحِمُ الشوارعُ بالعناكبِ.. بالحرابِ وبالترابِ

  • حتى كأنَّ الموت.. يَخْتِلُ وردَها والشوكَ..

  • من ماتَ العَشِيَّةَ.. دون أن يدري لماذا مات في هذي العَشيَّةِ..

  • لا يُثاب ولا يُعابُ..

  • وكأَنَّ كُلَّ يدٍ تُمَدُّ إلى بهائِكِ..

  • أو تَوَدُّّ..

  • يدَ العذابْ

  • المجموعة:

  • في هذا الديجورْ

  • لا قَمرٌ يفتحُ بواباتكِ بغداد.. ولا الأَرضُ تَدورْ

  • هَجَرَ الشعرُ الأرضَ.. وغادَرَ موطنَهُ الماءْ

  • الأوتارُ بقيثارِكِ عُميٌ.. والصمتُ عُواءٌ مقرورْ

  • في هذا الدَيجورْ

  • ...

  • لا شاهِدٌ فَطِنٌ.. ولا راوٍ يَقولُ لنا الحقيقَةَ..

  • كُلَّ شاهِدَةٍ تَخطَّفَها السُعارْ

  • وكُلَّ ما خطَّ الجدودُ الصيدُ من أَحلامِنا الأولى..

  • على طِينِ البلادْ

  • أَضحى سَبيّاً..

  • كل ما رسموا وما نَحتوا وما كَتبوا..

  • يُقيمُ مع الرمادْ

  • أهذهِ بغداد؟!

  • أسأَلُ عابرينَ فما أجابوا..

  • أينَ الصِحابُ؟

  • لا سامرٌ في الحيِّ.. لا ضَحِكٌ..

  • ولا صوتُ المؤذِّنِ يذكرُ اسمَ اللهِ..

  • لا ماءٌ قُراحُ.. لا سرابُ

  • هذا الخرابُ..

  • بُستانُ عزرائيل.. يُثمر في مواسمِهِ خرابْ

  • لم يَبْقَ في أرجائهِ شَجَرٌ ولا حَجَرٌ..

  • لقد عَمَّ الخرابْ

  • عَمَّ الخرابْ

  • عم الخرا...

  • لا شاهِدٌ فَطِنٌ.. ولا راوٍ يَقولُ لنا الحقيقَةَ..

  • كُلَّ شاهدةٍ تَخطَّفها السُعارْ



أعمال أخرى حميد سعيد



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟