الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حافظ إبراهيم >> سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا >>
قصائدحافظ إبراهيم
سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
حافظ إبراهيم
- سائِلُوا الَّليْلَ عنهمُ والنَّهارَا
- كيف باتَتْ نِساؤُهُمْ والعَذارَى
- كيف أَمْسَى رَضِيعُهُمْ فَقَدَ الأ
- مَّ وكيف اصْطَلَى مع القَوْمِ نارَا
- كيف طاحَ العَجُوزُ تحتَ جِدارٍ
- يَتَداعى وأسْقُفٍ تَتَجارَى
- رَبِّ إنّ القَضاءَ أَنْحَى عليهم
- فاكشف الكَربَ واحجُبِ الأَقْدارَا
- ومُرِ الَّنارَ أنْ تَكُفَّ أَذاها
- ومُرِ الغَيْثَ أَنْ يَسِيلَ انْهِمارا
- أينَ طُوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي
- هذِه النّارَ؟فهي تَشْكُو الأوَارا
- أَشْعَلَتْ فَحْمَة َ الدَّياجِي فباتَتْ
- تَملأ الأرضَ والسَّماءَ شَرارا
- غَشِيَتْهُمْ والنَّحْسُ يَجْرِي يَميناً
- ورَمَتهُم والبُؤْسُ يَجري يَسارا
- فأَغارَتْ وأوْجُهُ القَومِ بِيضٌ
- ثمّ غَارَتْ وقد كَسَتْهُنَّ قارا
- أَكَلَتْ دُورَهُمْ فلّما استَقَلَّتْ
- لم تُغادِرْ صِغارَهُم والكِبارا
- أخرَجَتهُم من الدِّيارِ عُراة ً
- حَذَرَ الموتِ يطلبونَ الفِرارا
- يَلْبَسُونَ الظَّلامَ حتَّى إذا ما
- أقبلَ الصُّبحُ يَلبَسون النَّهارا
- حُلَّة لا تَقيهِمُ البَردَ والحَـ
- ـرَّ ولا عنهُمُ ترُدُّ الغُبارا
- أيها الرَّافِلون في حُلَلِ الوَشْـ
- ـي يجُرُّونَ للذُّيولِ افْتِخارا
- إنّ فوقَ العَراءِ قوماً جِياعاً
- يَتوارَونَ ذِلَّة ً وانكِسارا
- ايُّهذا السَّجينُ لا يمْنَع السِّجْـ
- ـنُ كريماً مِن أنْ يُقيلَ العِثارا
- مُرْ بِأَلْفٍ لهم وإنْ شِئْتَ زِدْها
- وأجِرْهُم كما أجَرَتَ النَّصارى
- قد شَهِدْنا بالأمسِ في مِصرَ عُرساً
- مَلأَ العَينَ والفُؤادَ ابْتِهارا
- سالَ فيه النُّضارُ حتى حَسِبنا
- أنّ ذاك الفِناءَ يجري نُضارا
- باتَ فيه المُنَعَّمونَ بليلٍ
- أَخْجَلَ الصُّبْحَ حُسْنُه فَتَوارَى
- يَكْتَسُون السَرورَ طَوْراً وطَوْراً
- في يَد الكَأسِ يَخْلَعُون الوَقارا
- وسَمِعْنا في ميت غَمْرٍ صِياحاً
- مَلأ البَرَّ ضَجّة ً والبِحارا
- جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظ فهذا
- يَتَغَنَّى وذاكَ يَبكي الدِّيارا
- رُبَّ لَيْلٍ في الدَّهْرِ قَدْ ضَمَّ نَحْساً
- وسُعوداً وعُسْرَة ً ويَسارا
المزيد...
العصور الأدبيه