الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حافظ إبراهيم >> أَجادَ مَطْرانُ كعاداته >>
قصائدحافظ إبراهيم
- أَجادَ مَطْرانُ كعاداته
- وهكذا يُؤْثَرُ عَنْ قُسِّ
- فإنْ أَقِفْ مِنْ بَعْدِه مُنْشِداً
- فإنّما مِنْ طِرْسِه طِرْسي
- رَثَى حَبِيباً وَرَثَى بَعْدَه
- لذلِكَ المُوفي على الرَّمْسِ
- كانَا إذا ما ظَهَرا مِنْبَراً
- حَلاَّ مِنَ السّامِعِ في النَّفْسِ
- فأَصْبَحَا هذا طَواهُ الرَّدَى
- وذاكَ نَهْبٌ في يَدِ البُؤْسِ
- لولا سَلِيمٌ لَم يَقُلْ قائِلٌ
- ولَمْ يَجُدْ مَنْ جادَ بالأمْسِ
- للهِ ما أَشْجَعَه إنّه
- ذُو مِرَّة ٍ فِينَا وذُو بَأْسِ
- يَقُومُ في مَشْرُوعِهِ نافِذاً
- كأنّهعَنْتَرَة ُ العَبْسِي
- تَلْقاهُ في الجِدِّ كما تَبْتَغِي
- وتارَة ً تَلْقاهُ في الهَلْسِ
- سَرْكِيسُ إنْ راقَكَ ما قُلْتُه
- في مَعْرِضِ الهَزْلِ فَقُلْ مِرْسِيٌ
- أقْسِمُ باللَّهِ وآلائِه
- بعَرْشِه باللَّوْحِ بالكُرْسِي
- بالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبْحِها
- بالبَدْرِ في مَرْآهُ بالشَّمْسِ
- بأنّ هذا عَمَلٌ صالحٌ
- قامُ به هَذا الفَتَى القُدْسِي
- ذَكَّرَنا والمَرْءُ مِنْ نَفْسِه
- وعَيْشِه في شاغِلٍ يُنْسِي
- بالواجِبِ الأَقْدَسِ في حَقِّ مَنْ
- باعَتْه مِصْرٌ بَيْعَة َ الوَكْسِ
- هذاأبُوا العَدْلِفمَنْ خالَه
- حَياً فما خَالَ سِوَى العَكْسِ
- كانت له في حَلْقِه ثَرْوَة ٌ
- مِنْ نَبْرَة ٍ تُشْجي ومِنْ جَرْسِ
- فغالَها الدَّهْرُ كما غَالَه
- حتّى غَدَا كالطَّلَلِ الدَّرْسِ
- فاكتَسِبُوا الأَجْرَ ولا تَبْتَغُوا
- شِراءَه بالثَمَنِ البَخْسِ
- إنِّي أَرى التَّمْثِيلَ في غَمْرَة ٍ
- غامِرَة ٍ تَدْعُو إلى اليَأُسِ
- لَم يَرْمِه في شَرْخِه ما رَمى
- لو كان مَبْنِياً على أُسٍّ
- أَكُلَّما خَفَّتْ به صَحْوَة ٌ
- مِنْ دائِه عُوجِلَ بالنَّكْسِ
- إنْ تُغْفِلُوا دارِسَ آثارِه
- عَفَّى عَليْها الدُّهْرُ بالطَّمْسِ
- أَعْجَزَها النُّطْقُ فجاءَتْ بِنا
- نَنُوبُ عنْ أَلْسُنِها الخُرْسِ
المزيد...
العصور الأدبيه