الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حافظ إبراهيم >> أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ >>
قصائدحافظ إبراهيم
أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
حافظ إبراهيم
- أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ
- وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخيمِ
- وأيّامٍ كَسَوناها جَمَالاً
- وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعيمِ
- مَلأناها بنا حُسناً فكانت
- بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيمِ
- وفِتيانٍ مَساميحٍ عليهم
- جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّليمِ
- لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمانِي
- وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديمِ
- كهمِّكَ في الخَلاعَة ِ والتَّصابِي
- وإنْ كانوا على خُلُقٍ عَظيمِ
- ودعوتهم إلى أنسٍ فوافَوا
- موافاة َ الكريمِ إلَى الكريمِ
- وَجَاءُوا كَالْقَطا وَرَدَتْ نَميراً
- عَلى ظمَإٍ وهَبُّوا كالنَّسِيمِ
- وكانَ اللَّيْلُ يمرحُ في شبابٍ
- ويَلهُو بالمَجَرَّة ِ والنُّجُومِ
- فواصَلنا كُؤوسَ الرّاحِ حتى
- بَدَتْ للعينِ أنوارُ الصَّريمِ
- وأعملنَا بهَا رأيَابنِ هاني
- فألحِقْنا بأصحابِ الرَّقيمِ
- وظَبْيٍ مِنْ بنِي مِصْرٍ غَرِيرٍ
- شَهِيَّ اللَّفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ
- ولّحْظٍ بابليٍّ ذِي انكسارِ
- كأنَّ بطرفهِ سيما اليتيمِ
- سقانَا في مُنادَمَة ٍ حديثاً
- نَسِينَا عِنْده بِنْتَ الكُرُومِ
- سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصابي
- عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَديمِ
- أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ
- كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ
- كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَبٍّ
- قدْ التهبتْ مِنَ الوجْدِ الأليمِ
- كَأنَّ سَرَابَها إِذْ لاَحَ فِيها
- خِداعٌ لاحَ في وجهِ اللَّئيمِ
- تَضِلُّ بليلهِالِهْبٌفتَحْكِي
- بوادي التِّيهِ أقوامَ الكَليمِ
- وتَمشي السّافياتُ بها حَيارَى
- إذا نُقِلَ الههجيرُ عن الجحيمِ
- فمَن لي أنْ أرى تلك المَغاني
- ومافيها من الحُسنِ القَديمِ
- فما حَظُّ ابنِ داوُدٍ كحَظِّي
- ولاَ أُوتيتُ مِنْ عِلْمِ العليمِ
- ولا أنا مُطلَقٌ كالفِكرِ أسري
- فاستَبِقُ الضَّواحِكَ في الغُيُومِ
- ولكنّي مُقَيَّدَة ٌ رِحَالِي
- بقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ
- نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقي
- وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ
- وما غادَرتُ في السُودان قَفراً
- ولم أصبُغ بتُربَتِه أديمي
- وهأَنا بين أنيابِ المَنايا
- وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ
- ولولاَ سَوْرَة ٌ للمجدِ عِندي
- قَنِعْتُ بعيشتِي قَنَعَ الظَّليمِ
- أيابْنَ الأكرَمين أباً وجَدّاً
- ويا بنَ عُضادَة ِ الدِّنِ القَويمِ
- أقامَ لدِيننَا أَهلُوكَ رُكْناً
- له نَسَبٌ إلى رُكنِ الحَطيمِ
- فما طافَ العُفاة ُ به وعادُوا
- بغيرِ العسجدية ِ واللطِيمِ
- أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِي
- ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديمِ
- وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي
- على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديمِ
- فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِي
- ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميمِ
المزيد...
العصور الأدبيه