الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> يا عبرة الدهر جاوزت المدى فينا >>
قصائدجبران خليل جبران
- يا عبرة الدهر جاوزت المدى فينا
- حتى ليأنف أن ننعاه ماضينا
- فالسهل قد دفنت فيه معاقلنا
- والبحر قد فقدت فيه جوارينا
- وانثل من عزنا ما عز مطلبه
- واندك من مجدنا ما شاد بانينا
- وعد ذنبا علينا ما يشرفنا
- وعد رفع لنا ما بات يدنينا
- فاز القوي علينا في تضاؤلنا
- والحق أعلى ولكن ليس يغنينا
- لا فخر أن يغلب الأقوى مناضلة
- بل أن يدين ضعيف مثلما دينا
- يا دهر إن كنت لم تمهل شبيبتنا
- حتى ادلت انحطاطا من معالينا
- فأنت خير مرب للأولى جهلوا
- كجهلنا ان ترك الحزم يشفينا
- فزد مصائبنا حتى تنبهنا
- تكن حياة لنا من حيث ترينا
- هم سقوا بدم الأكباد عزمهم وبات في صدإ العماد ماضينا
- فلم تجئهم علاهم من شوامخهم
- ولم يجيء خفضنا من خفض وادينا
- كانت عمالتنا الدنيا باجمعها
- والقول والفعل في الأقطار ماشينا
- إذا التي أرضعتها ذئبة فإدت
- روما تصدت تبارينا فتبرينا
- حتى رمتنا بداهي الظفر طاغية
- فتى دهاء وبأس جاء يفنينا
- في فتية من بني الرومان قد ألفوا
- نار الوغى فحكوا فيها الشياطينا
- أردوا عساكرنا أخلو دساكرنا
- هدوا منارنا طاغين باغينا
- ولم يكن جندنا إلا قساورة
- أبلوا بلاء الصناديد الأشدينا
- لكن صرفا من المقدور غالبهم
- فما نجا منهم غير الأقلينا
- ما بالنا بعد أن دكت مدينتنا
- وامتد حكم العادي في نواحينا
- صرنا حيارى سكارى من تخاذلنا
- وأسعفتهم يدانا في تلاشينا
- وأصبحت دارنا والكون تابعها
- مثوى لهم ومواليهم موالينا
- تالله ما غلبونا حيث باسلنا
- قضى قتيلا ونالوا من نواصينا
- لكنهم غلبونا حين ملكهم
- أزمة الأمر شادينا وراضينا
- فما هم بأعادينا
- خلائقنا هي التي أصبحت أعدى أعادينا
- أليوم روما هي الدنيا وصولتها
- تنافس الأرض توطيدا وتمكينا
- وما أثنية إلا معقل خرب
- نجيل أصفادنا فيه مذالينا
المزيد...
العصور الأدبيه