الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> يا حسنها حين تجلت على >>
قصائدجبران خليل جبران
- يا حسنها حين تجلت على
- عبادها في عزة لا ترام
- بين نجيمات بدت حولها
- لها رفيف القطارت السجام
- تسقي عيون الناس شبه الندى
- من نورها الصافي فتشفي الأوام
- كأنما الزهراء ما بينها
- مليكة في موكب ذي نظام
- والقوم جاثون لدى حسنها
- سجود حب صادق واحتشام
- مطهروا الايمان من شبهة
- منزهو الصبوة عن كل ذام
- لا كافر منهم ولا ملحد
- ولا جحود خافر للذمام
- ما أكرم الدين على أهله
- إذا التقى فيه التقى والهيام
- وكان منهم رجل يعتلي
- منصة نصت له من أمام
- شاعرهم وهو لسان الهدى
- بينهم وهو عليهم إمام
- يسمعهم من وحيه منشدا
- شعرا له في النفس فعل المدام
- فقال منهم رجل صالح
- ثار به الشوق وجد الغرام
- يا شاعر الوحي ونور التقى
- ألا لقاء قبل يوم الحمام
- قد برح الوجد بأكبادنا
- حتى استطلنا العمر دون المرام
- نهفو إلى الزهراء شوقا فإن
- جفت جفانا صفونا والسلام
- لقد تقضى خير ايامنا
- ونحن نرجو ورضها حرام
- إذا اتى الليل سهرنا لها
- بأعين مفتونة لا تنام
- وإن أتى الصبح دعونا با
- يخفى وشيكا ويعودا لظلام
- ألم يحن والعهد قد طال أن
- تنجز وعد الملهمين الكرم
- فتتراءى بشرا مثلنا
- وتتولى ملكها في النام
- فرفع الشاعر أبصاره
- إلى العلى ثم جثا ثم قام
- واستنزل الوحي فخطت له
- آية نور فتولى الكلام
- وقال منقرب منكم لها
- عدة شهرين وصلى وصام
- ابصرها إنسية تنجلي
- في المعبد الكبر يوم الختام
- فانصرف القوم وباتوا وهم
- بما به الشاعر اوصى قيام
- يرتقبون الموعدالمرتجى
- لذلك الأمر العجاب الجسام
- حتى إذا وقت التجلي أتى
- وضاق بالأشهاد رحب المقام
- وانتشر القوم صغار البنى
- بين سواريه الطوال الضخام
- وأوشكت اثبت اركانه
- تميد مما اشتد فيه الزحام
- دوت زواياه بإنشادهم
- وعقد التبخير شبه الغمام
- وشحب النور كأن قد عرا
- من غيره شمس الأصيل السقام
- فلاح برق خاطف بغتة
- وانشق ستر عن مثال مقام
- عن غادةم اثلة بالجسم في
- أبدع رسم للجمال التمام
- منحوتة في الصخر لكنها
- تكاد تحيي باليات العظام
- لا روح فيها غير غيماضة
- من جانب الإعجاز فيها تشام
- لحاظها ترمي سهام الهوى
- ووجهها ينشر آي السلام
- وصدرها أفق بدا كوكب
- فيه كأن النور منه اتبسام
- تلك هي الزهراء لاحت لهم
- والكوكب البادي عليها وسام
المزيد...
العصور الأدبيه