الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> يا أيها الملك الذي حسناته >>
قصائدجبران خليل جبران
- يا أيها الملك الذي حسناته
- فوق الذي نثني عليه ونطنب
- كم غزوة لك في عداك عجيبة
- لا شيء غير نداك منها أعجب
- كم رحمة قلدت أقواما بها
- أعناقهم والسيف يوشك يسلب
- كم منة لك في العباد جميلة
- كالشمس تنمي روضة وتذهب
- هذي كوافل حسن ذكرك في الورى
- وأبر ما يبقي الفعال الطيب
- يكفيك فخرا أن أعظم أمة
- تنضم في ملك إلى اسمك ينسب
- فعلام أنت تزيل ذكر ملوكها
- وأولئك العظماء موتى غيب
- إن تمح من أسفارهم أخبارهم
- فالصخر ينحت والمناحت تكتب
- وليعلمن الناس بعدك أمرهم
- فتلام ما طال المدى وتؤنب
- خدعتك كاذبة المنى بوعودها
- والحر يخدع والأماني تكذب
- وإذا نظرت إلى الحقيقة صادقا
- فالذكر ليس يعيد عمرا يذهب
- أما الجدار فلو رفعت بناءه
- حتى استقر على ذراه الكوكب
- ولو الجبال جعلن بعض حجاره
- ولحمن حتى الماء لا يتسرب
- ولتصنعن نواسف تثفي الربى
- بدخانها منثورة تتلهب
- ولتنفذن إلى بكين خلائق
- بيضاء تغنم ما تشاء وتنهب
- تأتي بها فوق البحار سفائن
- كالجن في جد العواصف تلعب
- ماذا يفيد السور حول ديارهم
- وقلوبهم فيها ضعاف هرب
- فأبر من تضييق دنياهم به
- أن ترحب الدنيا بهم ما ترحب
- ألأمن قتال الشجاعة فيهم
- وحياتها فيهم مخاوف ترقب
- لا يعصم الأمم الضعيفة فطرة
- إلا فضائل بالتجارب تكسب
- فتكون حائطها المنيع على العدى
- وتكون قوتها التي لا تغلب
المزيد...
العصور الأدبيه