الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> وارحمتاه لقوم فارقوا النعما >>
قصائدجبران خليل جبران
- وارحمتاه لقوم فارقوا النعما
- من غير ذنب لهم واستقبلوا النقما
- ولاة أرزاقهم ولو فما رجعوا
- وغادروهم عراة جوعا هضما
- شيوخهم وعذاراهم وصبيتهم
- ذاقوا جميعا فطام القهر واليتمائ
- فلو ترقبهم مستطلع لرأي
- اشلاء حزن مشظة بكل حمى
- مكدسين جماعات على علل
- مستوطنين بيوتا تشبه الرجما
- مستضعفين ثكالى لا قرار لهم
- ولا يلاقون إلا البؤس والسقما
- لولا بشاشة إيمان تثبتهم
- تخيروا دون تلك العيشة العدما
- ما حال أم لها طفل بجانبها
- غير المدامع في يوميه ما طعما
- ورضع وجدوا الأثداء لاذعة
- كالجمر فانفطموا واستنكروا الحلما
- وغانيات اباحتها الخطوب فلو
- لم تعصم النفس ساء الفقر معتصما
- وعاجزين إذا الحاجات ثرن بههم
- عاقت قيود الليالي منهم الهمما
- أشباه موتى سوى رؤيا تروعهم
- ورائعات الروى لا تبعث الرمما
- أولئكم أهل من جادوا بأنفسهم
- وخلفوهم على أوطانهم ذمما
- شكوا إلى مصر ما عانوه فاستمعت
- ومن شكا فدعا مصرا دعا الكرما
- جادت بما أخجل التيار مندفقا
- والسحب هاطلة والغيث منسجما
- لله در بنيها السخياء فهم
- إذا انبروا للندى بزوا به المما
- عباس قدوتهم فيه وهم تبع
- كلاراس والجسم نعم الصاحبان هما
- رعى الإله مليكا جل بغيته
- أن يعلي الحقا أن يكشف الغمما
- إذاتعاظمت الجلى فنائله
- تراه فوق مرامي الفضل قد عظما
- وكافأ الحمد أم المحسنين بما
- أولت فأغلت فراع العرب والعجما
- ألقت على الدهر ذكرا من عوارفها
- يعطر الكون والأرواح والنسما
- هي المروءة تعطي والوفاء يفي
- ورسمها السعد محجوبا ومبتسما
- عاشت وقت بنجليها وأمتها
- وبالسرورين مبذولا ومغتنما
- ولتحي مصر فما زالت كما عهدت
- كهفا لقاصدها غوثا لمن أزما
- تناولت كل ملهوف برحمتها
- والله يرحم في الدارين من رحما
المزيد...
العصور الأدبيه