الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> ما كان ريب قبل ريب الحمام >>
قصائدجبران خليل جبران
- ما كان ريب قبل ريب الحمام
- ببالغ علياء ذاك المقام
- شمس توارت بحجاب فيا
- للغبن ان تمسي بعض الرغام
- من آية النور ولألائها
- يا أسفا أن دال هذا الظلام
- هل عظة أوفى بلاغا لمن
- يحسب دار الحرب دار السلام
- يا من بكاها عارفو فضلها
- بمقل سالت مسيل الغمام
- في ذمة الله كمال التقى
- وعفة النفس ورعي الذمام
- حسبك فوق الملك جاها على
- جاهك إنجابك أسرى همام
- فتى سجاياه وأخلاقه
- قدمته في الأمراء العظام
- ما زال يلقى دهره عالما
- وإ تغافى أنه لا ينام
- حلاوة الوجدان لم تنسه
- مرارة الحرمان منذ الفطام
- لا يمنحالعيشة من باله
- إن يدن فيها الهم أدنى اهتمام
- فيه وفيما حوله لا ترى
- إلا حلى نزهن عن كل ذام
- بر بك البر جيعا فما
- أجدى ولكن رب داء عقام
- وهل كحب الم دين به
- دان على الدهر البنون الكرام
- حب كضوء الصبح فيه الهدى
- فيه ري كالندى للأوام
- فبوركت أم رؤوم مضت
- وبورك ابن عبقري أقام
- تناهت الرقة فيه على
- ما فيه من بأس وصدق اعتزام
- ومثلها يدهش في صائد
- للأسد من كل حمى لا يرام
- طراق أدغال عليها وما
- تنكر من شيء كذاك اللمام
- يلوح فالأشبال وثابة
- والذعر قيد للسباع الضخام
- كواشر الأنياب ما راعها
- غلا ثنايا طالع ذي اتبسام
- يضحكه من طرب جأرها
- وربما أبكاه سجع الحمام
- ضدان من لين ومن جفوة
- لم يصحبا في المرء إلا التمام
- وبعد هل أذكر ما صاغه
- يوسف من آي العلى فين ظام
- هل أذكر النجدة إن يدعه
- مستضعف أو يرجه مستضام
- هل أذكر الهمة وهيالتي
- تبلغه في المجد أقصى مرام
- هل أذكر البذل لرفع الحمى
- علما وفنا أو لنفع الأنام
- هل أذكر الحب لأوطانه
- وفيه كم صرحا مشيدا أقام
- يا سيدا في كل بر له
- بيض الأيادي والمساعي الجسام
- رايك فوق التعزيات التي
- تقال مهما يسم وحي الكلام
- إن التي تبكي لفي جنة
- موردها فيها نعيم الدوام
المزيد...
العصور الأدبيه