الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> لم يكد يسبق الفضاء نذير >>
قصائدجبران خليل جبران
- لم يكد يسبق الفضاء نذير
- ونقضي عمر وتم مصير
- إن رزء الجميل العلم الفرد
- لرزء في المشرقين كبير
- إن بكته وأجمعت أمم الضاد
- فمن مثله بذاك جدير
- كم فتى كان في فتاها المسجى
- يملأ العين فضله الموفور
- ويح قلبي طال الثواء وحولي
- دائرات على الرفاق تدور
- لا اعتراض على القضاء ولكن
- كل يوم أصاب هذا كثير
- ما ذمامي ما نجدتي ما وفائي
- إن يك النوح فالفداء يسير
- أسفا أيها الرفيق المولي
- والأخ البر والصفي الأثير
- قد تقدمت في الحياة فهلا
- سرنا في بقائك التأخير
- أخلا المجلس الذي كان يغشاه
- أديب ونائب ووزير
- يلتقيهم حلو الفكاهة طلق الوجه
- ثبت الجنان سمح وقور
- أين تلك الأسمار كانت بها تصفو
- الليالي وأين ذاك السمير
- يا لقومي مثال أنطون لو صورته
- لم يحط به التصوير
- كيف وصفي ما جل أو دق منه
- والفنا مقعدي فمن لي عذير
- خلق كامل وطبع رقيق
- وذكاء جم وجاه وفير
- وخلال من معدن الأدب الزاهي
- بأنواره لهن صدور
- كاتب نسج وحده وخطيب
- ما له من المناظرين نظير
- لم يزاول نظم القريض ولكن
- بز أسمى النظيم منه النثير
- إن علا منبرا لقول فما في الحشد
- إلا التهليل والتكبير
- شأنه في الشيوخ بلغه غاية
- ما يبلغ الحصيف الصبور
- واسع الصدر والحوادث قد تشتد
- حتى بها تضيق الصدور
- في الأمور الصعاب يمضي فما يثني
- عنانا حتى تراض الأمور
- صحفي في كل مطلع شمس
- يبعث الرأي بالهدى وينير
- تخذ الصدق في السياسة نهجا
- وعداه التضليل والتغرير
- لا يجاري على افتئات ولا يعدم
- منه نصيره التفكير
- ومجال النضال للحق رحب
- حيث يدعو اللهيف والمستجير
- في الأعاصير فكله تتهادى
- فإذا ما اهتدت فليست تجور
- كم بكاه في كل معهد إحسان
- عليل وعاجز وفقير
- إن فاروقنا المعظم لا يفتأ
- للنابغين نعم النصير
- منح الرتبة الرفيعة أحجاهم
- بها وهو بالكفاة خبير
- في جلال العطاء منه لعالي
- رأيه في المقدمين ظهور
- وأولو الأمر في العروبة لم يخطئهم
- في الجميل التقدير
- بين من كافأوا بأسنى حلاهم
- من له ذلك المقام الخطير
- يا فقيدا مثاله خالد في
- كل قلب وذكره مبرور
- لا ثواب كفاء فضلك إلا
- ما يثيب الله العلي القدير
المزيد...
العصور الأدبيه