الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> لقيتك مصر بثغرها المتبسم >>
قصائدجبران خليل جبران
- لقيتك مصر بثغرها المتبسم
- وتنورت بضيائك المتوسم
- وجرى على متلهب من جرحها
- شافي نداك فكان ألطف بلسم
- لم تقتضيها زينة فازينت
- بخلوصها في ودها المتكتم
- والله يعلم ما حزازة مكره
- سيم الرياء وما مرارة مرغم
- لله موكبك السني وحوله
- شعب إذا فداك لم يتكلم
- ملل تحيط به وقدرك واجد
- في نفس نصرانيها والمسلم
- لك هامها تعنو وجاهك فوقها
- تاج يشير إليه كل مسلم
- أهلا بأم المحسنين ومرحبا
- بالطهر يبرز في المثال الأوسم
- ما لاروض في إستقباله شمس الضحى
- تفتر بعدالعارض المتجهم
- بأتم حسنا من وضاء أسرة
- يبرقن في استقبال وجه المنعم
- أقبلت إقبال الزمان وكله
- غرر تسر وعدت عود الموسم
- فرأيت من صدق التجلة خير ما
- يهدى إلى ذاك المقامالأعظم
- وسمعت صوت الحق من مترنم
- إلا بوحي الصدق لم يترنم
- سيان مبدؤه وآخر عهده
- في رعيه لذمامه المتقدم
- والعصر قد يجد التحول فطنة
- ويرى الحفاظ لزوم ما لم يلزم
- دهر أذم لأهله وملأته
- بالمحمدات فعاد غير مذمم
- لا بدع إن كان الثناء عليك في
- لفظ اللسان وفي مداد المرقم
- فنداك يجري في اليراعة نافثا
- من سحره وسداك ينطق في الفم
- ماذا أعدد من مآثرك التي
- هي بالتعدد والسنى كالأنجم
- لو حصلت أسماؤها لاستنفدت
- در المحيط ومفردات المعجم
- كم من يد لك قد اقالت عثرة
- من حيث لم تظنن يد أو تعلم
- كم منة لك عوضت من ضيعة
- مجتاحة أو منزل متهدم
- كم يممت هبة كريما موحشا في داره وذراه غر ميمم
- كم من يتيم أنقدته مبرة
- لك من تعاسته وكم من أيم
- كم في الشيوخ وفي الشباب مروءة
- صورتها في اللحم منهم والدم
- كم منحة بعثت بمصر صناعة
- لم يبق منها الدهر غير الأرسم
- كم معهد للعلم في أرجائها
- جددت دارسه وكم من معلم
- هيهات ينسى قومك الأبرار ما
- أوليتهم من خالدات النعم
- فهوى سرائرهم هواك ونيلهم
- أدنى رضاك يعد أسنى مغنم
- ما دمت سالمة فمصر وأهلها
- في نعمة وفرت فدومي واسلمي
المزيد...
العصور الأدبيه