الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> لحق اليوم بالرفقا أمين >>
قصائدجبران خليل جبران
- لحق اليوم بالرفقا أمين
- كيف يسلو هذا الفؤاد الحزين
- يا أليفي من الصبا هل تلت
- أفراحنا الذاهبات إلا الشجون
- أين جولاتنا وأين الدعابات
- وأين الهوى وأين الفتون
- أين تلك الآمال غب الدراسات
- وفيها الحجى وفيها الجنون
- رام كل منا مراما من العيش
- إذا شط قربته الظنون
- لست أنى وقد أجيزلك الطب
- وزانت لك المنى ما تزين
- يوم وافيتني وتوشك أن تبدو في وجهك النضير غضون
- ما الذي جد يا أمين لقد أزمعت امرا مراسه لا يهون
- قلت هذا بتي سألحق بالجيش
- فإما العلى وإما المنون
- قلت يا صاحبي أتقحم بيدا
- تتلظى والحرب فيها زبون
- قلت إني خلقت للسعي في الأرض
- وما بي إلى السكون سكون
- ونهجت النهج الذي اخترت لا تشنيك
- عنه أخطاره والدجون
- فتمنتطقت بالسلاح ولكن
- لا لما تطبع السلاح القيون
- رحت تأسو جرحى وتشفي مراسا
- تترامى الربى بهم والحزون
- وتوقيهم الردى وتريهم
- معجزات الانقاذ كيف تكون
- بعد حرب السودان والعود منه
- جد شان هانت لديه الشؤون
- جلجلت دعوة العروبة فاهتز
- لها من به إليها حنين
- وتنادى حماتها وتلاقى
- في السرايا من بالوفاء يدين
- فشددت الرحال في نضرة القوم
- وقد عز في الجهاد المعين
- وقضيت العوام في نقل تقسو تصاريها
- وآنا تلين
- ذت أحداثها تمر وتحلو
- في ظروف حديثهن شجون
- فبلغت المنى العصية ابلعزم
- وذو العزم بالنجاج قمين
- واثابت بغداد مسعاك إذ
- بت وفيها لك المكان المكين
- ما توطنت ناعم البال حتى
- كاد كيدا لك الزمان الخؤن
- نزلت علة بجسمك لم يقو عليها
- وهو البناء المتين
- فوهى الهيكل المنيع ولكن
- سلم الجوهر الرفيع الحصين
- فتفرغت للتآليف يمليها
- ضمير حي وذهن رصين
- أين شغل الديوان مما أفاد الشرق
- ذاك التحبير والتدوين
- كم كتاب أبحث فيه كنوزا
- كان في الغيب ذخرها المكنون
- تلك للضاد ثروة نشرت فيها علوم مطوية وفنون
- يا بني مصر يا بني العرب إن العهد
- دين والحفظ للعهد دين
- الفريق المقدام والعامل العامل
- والكاتب الديب المبين
- هل توفيه حقه مرثيات
- أو ويوفيه حقه تأبين
- بان عن موقع اللحاظ محياه
- ولكن نوره لا يبين
- فليخلد في قلب كل شكور
- ذلك الصادق الوفي الأمين
- يا صديقا فجعت فيه وإني
- لم أخل أنه وشيكا يؤون
- إن قبرا تزار فيه لروض
- قد كساه الريحان والنسرين
- فإذا اخطأ السحاب ثراه
- نضرته بما سقته العيون
- يا شقيق الفقيد صبرا على رزئيك فهو الشقيق وهو الخدين
- لا يرد القضاء حزن جزوع
- كل من عاش بالقضاء رهين
المزيد...
العصور الأدبيه