الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> كنا وقد أزف المساء >>
قصائدجبران خليل جبران
- كنا وقد أزف المساء
- نمشي الهوينا في الخلاء
- ثملين من خمر الهوى
- طربين من نغم الهواء
- متشاكيين همومنا
- وكثيرها محض اشتكاء
- حتى إذا عدنا على
- صوت المؤذن بالعشاء
- سرنا بجانب منزل
- متطامن واهي البناء
- فاستوقفتني وانبرت
- وثبا كما تثب الظباء
- حتى توارت فيه عني فانتظرت على استياء
- وارتبت في الأمر الذي
- ذهبت إليه في الخفاء
- فتبعتها متضائلا
- أمشي ويثنيني الحياء
- فرأيت أما باديا
- في وجهها أثر البكاء
- ورأيت ولدا سبعة
- صبرا عجافا أشقياء
- سود الملابس كالدجى
- حمر المحاجر كالدماء
- وكأن ليلى بينهم
- ملك تكفل بالعزاء
- وهبت فأجزلت الهبات
- ومن أياديها الرجاء
- فخجلت مما رابني
- منها وعدت إلى الوراء
- وبسمت إذ رجعت
- فقلت كذا التلطف في العطاء
- فتنصلت كذبا ولم
- يسبق لها قول افتراء
- ولربما كذب الجواد
- فكان أصدق في السخاء
- فأجبتها أني رأيت ولا تكذب عين راء
- لا تنكري فضلا بدا
- كالصبح نم به الضياء
- يخفي الكريم مكانه
- فتراه أطيار السماء
- ثم انثنينا راجعين وملء قلبينا صفاء
- مفكهين من الأحاديث
- العذاب بما نشاء
- فإذا عصيفير هوى
- من شرفة بيد القضاء
- عار صغير واجف
- لم يبق منه سوى الذماء
- ظمآن يطلب ريه
- جوعان يلتمس الغذاء
- ولشد ما سرت بهذا الضيف ليلى حين جاء
- فرحت بطيب لقائه
- فرح المفارق بال
المزيد...
العصور الأدبيه