الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> كانت عيون الريب الساهرة >>
قصائدجبران خليل جبران
- كانت عيون الريب الساهرة
- ترمق تلك الطفلة الطاهرة
- من هي
- بنت من بنات الأسى معروضة للصفقة الخاسرة
- يطمع فيها حسنها والصبا
- والفاقة العضاضة الكافرة
- ما زال غرا قلبها لاهيا
- عما يهيج الشهوة الخادرة
- أبأس ما سارت بأطمارها
- لمتك إلا بهجة سائرة
- تحس للأبصار في نفسها
- وقع الندى من نبتة ناضرة
- وتلتقي كل ابتسام كما
- تلقى الشعاع الدرة الزاهرة
- وتقبل المدح على أنه
- مصداق ما في المقلة الناظرة
- جاهلة ما في قلوب الأولى
- تأمنهم من شيمة غادره
- لا تضمر المرآة في زعمها
- شيئا وزراء الصورة الظاهرة
- ويح الفقيرات الجميلات من
- حبائل القناصة الماكرة
- كالورد لا يعصمه شوكه
- إذا دنت منه يد جائرة
- تمر بين الناس ذات الغنى
- تقلها جوابه طائره
- فتثبت الأبصار شوطا بها
- ثم تني ظالعة حاسرة
- والحسن إن لم يرج يملل كما
- يمل حسن الأنجم السافرة
- أما ابنة البؤس فهيهات ان
- تملك دفع القوة القاهرة
- أنى تكن تلحق بها لفظة
- مريبة أو لحظة فاجره
- أو عدة فاتنة للنهى
- أو هبة خلابة ساحرة
- لا تفتأ الخدعة في إثرها
- ساعية أو حولها دائرة
- حتى إذا أضرمت قلبها
- فشب كالمجمرة الثائرة
- أشبعت الفساق من لحمها
- وسفكت هدرا دم العاهرة
- تلك التي سقت على ذكرها
- تفصيل هذي العظة الزاجره
- كانت على وشك السقوط الذي تسقطه المسكينة العاثرة
- قد احدق السوء بها منذرا
- بالويل مما تزر الوازرة
- لولا فتى جم مروءاته
- شيمته في عصره نادرة ه
- لا يكبر الدهر بأحداثه
- يوما على همته الكابره
- أنقذها محتسبا ربه
- بها ونعمت حسبة الاخرة
- أدخلها معهد علم به
- تحفظ حفظ القنية الفاخرة
- تتم بالآداب في عصمة
- جمال تلك الصورة الباهرة
- اعظم بلطف الله عونا على
- صيانة البائسة القاصرة
المزيد...
العصور الأدبيه