الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> في ذمة الله وفي عهده >>
قصائدجبران خليل جبران
- في ذمة الله وفي عهده
- شبابه الناضر في لحده
- سمت به عن موقف عزة
- تخرج بالأرشد عن رشده
- زانت له حوض الردى زينة
- تظمأ بالراوي إلى ورده
- لهفي عليه يوم جاش الأسى
- به وفاض الحزن عن حده
- فطم كالسيل علىص بره
- وعالج العزم إلى هده
- واكتسح الآمال منثورة
- كالورق الساقط عن ورده
- ودار في الغور بما كان من
- هواه أو شكواه أو وجده
- فراح لا يشعر إلا وقد
- ألقاه تيار إلى نده
- والياس إن فاجأ ذا مرة
- دوخ ذا المرة عن قصده
- طيف بلا ظل كتوم الخطى
- من يعترض مسلكه يرده
- منتعل البرق خفي السرى
- يصم بالرعدة عن رعده
- مهلكه الآساد في نابه
- وصرعة الطواد في زنده
- كل قوى التشتيت في لينه
- وكل بطش البين في شده
- يلابس الجسم ويغشى الحشى
- ويملأ الهامة من وقده
- فالمبتلى في حلم موهن
- موه بكل العزم عن صده
- حلم هلامي اللظى فاجع
- يبلغ منه منتهى جهده
- حتى إذا اما امتص منه النهى
- في مستطيل الجنح مسوده
- أطلقه من حالق ذاهلا
- في نيله يهلك أو سنده
- مفارقا غر أمانيه
- أو موتم الطهار من ولده
- واها لمبكي على فضله
- مفتقد الآداب في فقده
- صيد من الماء ولو أنصفوا
- لظل في الماء على وده
- يهزه الموج رفيقا به
- كما يهز الطفل في مهده
- مضى نقي الجسم والبرد لا
- في جسمه لوث ولا برده
- ما ضرجت بالدم أثوابه
- ولا رى الصادع من زنده
- مبتردا بالماء في نفسه
- شغل عن الماء وعن بدره
- مات مرجى في اقتبال الصبا
- يا خيبة الدنيا ومل تفده
- طلقها زلاء لم ترع ما
- آثر أن ترعاه من عهده
- ولم يفارق بمناءاتها
- سوى أذاها وسى سهده
- ما كان أدنى العيش عن رأيه
- واضيق الأرض على جهده
- وكان أوفاه لمحبوه
- لولا انحطاط العمر عن قصده
- فرب رسم بات في جيبه
- وعن ذاك الرسم في كبده
- أقالك الحق فما عاثر
- من كانت العثرة في جده
- من ذل فليولك من عذره
- أو عز فليولك من حمده
- سقاك دمعي نضحه صنتها
- إلا عن الوافي وعن وده
- والله راعيك أليس الذي جاءك في احالين من عنده
- عكاظ أنشدت في اجتماع لأدباء مصر عام
المزيد...
العصور الأدبيه