الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> عليك سلام ماريانا ورحمة >>
قصائدجبران خليل جبران
- عليك سلام ماريانا ورحمة
- بها العفو يهمي والمبرات تهمر
- وسقيا لأرض بات قبلك طيها
- أخوك ورعيا لاسمه حين يذكر
- إذا ما تولت ماريانا فقد هوى
- من الحلم صرح كان بالعلم يعمر
- عزيزة قوم لم يكن في جهارها
- وفي سرها إلا شمائل تشكر
- تصدت لما يعي الفطاحل دونه
- وكم دون أمر يعجز المتصدر
- فقد ظاهرت في نهضة العصر جنسها
- لترفعه والخفض ما الدهر يضمر
- فعاقبها الجاني على كل مصلح
- يقدم عن ميقاته ما يؤخر
- تنكر من عرف لها وكدأبه
- لكل مجد حالة يتنكر
- فتلك التي كانت أديبة جيلها
- وكان لها النظم البديع المحرر
- دعتها جديدات الليالي فأنشأت
- تقول جديدا غير ما الناس تأثر
- ووفق السماعي الحبيب شذوذه
- وفوق القياسي الذي العرف يؤثر
- مخالفة كل الضروب التي جرى
- عليها اصلطلاح فهي أسنى وأشعر
- ولا بدع إن غابت علينا رموزها
- وإن فاق ما تعنيه ما نتصور
- فقد تسمع الركز الذي لا نحسه
- وقد تجتلي في الغيب ما ليس نبصر
- على أن وحيا ذاك من علو جاءها
- يبشر أيقاظ النفوس وينذر
- وما تدرك الألباب من حل معضل
- إذا حاجت الأقدار فيما تقدر
- أراعك لألاء المنارة في الدجى
- إذ الفلك وثب بالعلى وتحدر
- وإذ ينجلي نبراسها ثم يختفي
- فآنا له زهو وآنا يكور
- أشعته بسطا فقبضا كأنها
- مراسي نجاة ترتمي وتجرر
- تعاقب ألوانا ولولا اختلافها
- لراجي الهدى لم يهتد المتنور
- سليم بها المصباح صفو ضياؤها
- وما يعتري غير الزجاج التغير
- كذاك أتمت ماريانا حياتها
- وفي شأنها رشد لمن يتبصر
- فلما قضت دال الظلام من السنى
- أجل دال حينا لكن النور يثأر
- فبينا خبت تلك المنارة في الثرى
- إذا هي نجم في السماوات يزهر
المزيد...
العصور الأدبيه