الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> طفيء الصباح بعيني الإلهام >>
قصائدجبران خليل جبران
- طفيء الصباح بعيني الإلهام
- وتغمد اللآلاء جفن ظلام
- وكأن شمس العبقرية كفنت
- بعد ازدهار شعاعها بقتام
- لولا شفوف حجابها عن شاحب
- من ضوئها لم يبد للمستام
- تعتادنا والذكريات كأنها
- آثار رائعة من الأحلام
- وهل استقر من الحقائق ذاهب
- إلا بأعلاق من الأوهام
- لم ألفه في العيش إلا نابها
- يرنوا إلى لادنيا بطرف سام
- ماذا بلوت من الشمائل حلوة
- فيه ومن صدق ورعي ذمام
- أبغي الرثاء له فيبرق خاطري
- حزنا ولكن أين صوب غمام
- لم يبق لي شعر ولا نثر وقد
- أخنى علي تقادم الأعوام
- ألقى الحداد على البصائر والنهى
- رزء المحابر فيه والأقلام
- كم في البوادي والحواضر بعده
- عين مؤرقة وقلب دام
- فيها المعزي والمعزى واحد
- وشكاة لبنان شكاة الشام
- ولي إمام المنشئين وكان في تجديد شأ الضاد أي إمام
- فكأنها والعصر ليس بعصرها
- ردت عليها نضرة الأيام
- ولي أخو الأفذاذ من شعرائها
- في جاهليتها وفي الإسلام
- جارى الفحول ولم يقصر عنهم
- في حلبة الإفصاح والإحكام
- شتان بين الشاعر المطبوع في
- إبداعه واللاقط النظام
- ألعالم العربي من أطرافه
- بادي الوجوم منكس العلام
- يبكي أمير بيانه يبكي فتى
- فتيانه في الكر والإقدام
- يبكي العصامي الكبير بنفسه
- والسيد ابن السيد القمقام
- ما زال ينفح دونه ومرامه
- مما يكابده أعز مرام
- حتى جلا الأعداء عن أوطانه
- وسما مكان العرب في الأقوام
- فثوى قرير العين موفور الرضا
- بثواب ما عانى من الآلام
- أشكيب حسب المجد ما بلغته
- شرقا وغربا من جليل مقام
- في كل قطر للعروبة خلدت
- ذكراك بالاكبار والإعظام
- كانت حياتك دار حرب جزتها
- فاستقبل النعمى بدار سلام
المزيد...
العصور الأدبيه