الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> دعوتك أستشفي إليك فوافني >>
قصائدجبران خليل جبران
- دعوتك أستشفي إليك فوافني
- على غير علم منك أنك لي آسي
- فإن ترني والحزن ملء جوانحي
- أداريه فليغررك بشرى وإيناسي
- وكم في فؤادي من جراح ثخينة
- يحجبها برادي عن أعين الناس
- إلى عين شمس قد لجأت وحاجتي
- طلاقة جو لم يدنس بأرجاس
- أسري همومي بانفرادي آمنا
- مكايد واش أو نمائم دساس
- يخالون أنيف يمتاع حيالها
- واي متاع في جوار لديماس
- أرى روضة لكنها روضة الردى
- وأصغي وما في مسمعي غير وسواس
- وأنظر من حولي مشاة وركبا
- على مزجيات من دخان وأفراس
- كأني في رؤيا يزف الأسى بها
- طوائف جن في مواكب أعراس
- وما عين شمس غير ما ارتجل النهى
- بقفر جديب من مبان وأغراس
- بنوها فأعلوها وما هو غير أن
- جرت أحرف مرسومة فوق قرطاس
- بدت إرم ذات العماد كأنها
- من القاع شدتها النجوم بأمراس
- كفتها ليال نزرة فتجددت
- ثوابت أركان رواسخ آساس
- وغالط فيها البعث ما خالط الحلى
- بها من ضروب محدثات وأجناس
- هناك أبيح الشجو نفسا منيعة
- على الضيم مهما يفلل الضيم من باسي
- يمر بي الإخوان في خطراتهم
- أولئك عوادي وليسوا بجلاسي
- أهش إليهم ما أهش تلطفا
- وفي النفس ما فيها من الحزن والياس
- ذروني وانجوا من شظايا تصيبكم
- إذا لم أطق صبرا فأطلقت أنفاسي
- فإني على ما نالني من مساءة
- لأرحم صحبي أن يلم بهم باسي
- ذروني لا يملك وجيفي قلوبكم
- إذا مر ذاك الطيف وادكر الناسي
- فتالله لولا ذلك الطيف والهوى
- له مسعد لم يملك الدهر إتعاسي
- ذروني أحس الخم غير منفر
- عن الورد منها نفرة الطائر الحاسي
- فربت كاس عن شفاهي رددتها
- وقد قتل الدمع السلافة في الكاس
- ذروني أنكس هامتي غير متق
- ملامة رواد وشهبة جواس
- فبي حرة بكر ضلوعي سياجها
- أراش عليها سهمه معتدقاس
- أعيد إليها كل حين نواظري
- وأخفض من عطف على جرحها راسي
- يكاد يبث المجد ما لا أبثه
- من السقم العواد والسأم الراسي
- أنا الألم الساجي لبعد مزافري
- أنا الأمل الداجي ولم يخب نبراسي
- أنا الأسد الباكي أنا جبل الأسى
- أنا الرمس يمشي داميا فوق أرماس
- فيا منتهى حبي إلى منتهى المنى
- ونعمة فكري فوق شقوة إحساسي
- دعوتك أستشفي إليك فوافني
- على غير علم منك أنك لي آسي
المزيد...
العصور الأدبيه