الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> بنات الدهر عوجي لا تهابي >>
قصائدجبران خليل جبران
- بنات الدهر عوجي لا تهابي
- خلا الوادي من الأسد الغضاب
- هنا روض فلا باليت فيها
- بقايا الروع من غبرات غاب
- كأني بالخطوب العفر أضحت
- سواخر من مناقشة الحساب
- وبالأرزاء بعد الجد أمست
- من الإزراء تقتل بالدعاب
- مهاترة من الأيام تبكي
- بغيري أن يصابرها وما بي
- حماة الحي أزمعتم سراعا
- وبكرتم تباعا بالذهاب
- نواكم أرخص العبرات حتى
- ليبخل باذل الدر المذاب
- نحييكم وما فينا مداج
- ونحمدكم وما فينا محاب
- سلام في مراقدكم عليكم
- وحسبكم القديم من العذاب
- سوى أنا متى اشتدت فراعت
- ولم تثبوا جهرنا بالعتاب
- نعاتبكم ونعلم لو ملكتم
- سبقتم كل داع بالجواب
- على أنا نحسب لكم قلوبا
- خوافق من أسى تحت التراب
- بعهد الرفقة الأبرار أمسوا
- وهم في ذمة الصم الصلاب
- علي ألا تقول اليوم شيئا
- وهذا يوم فصل في الخطاب
- ألست الواقف الوقفات ردت
- شبا الشبهات عن كبد الصواب
- ومرت بالحقود فشردتها
- وعادت بالحقوق إلى النصاب
- علي ألا تذوذ اليوم ضرا
- مضرى بالوثوب والانتياب
- فتثلم عزمه كالعهد حتى
- يفيء على يديك إلى متاب
- بذاك الذابل الخطي مما
- تخط به العظائم في كتاب
- بذاك العامل الغلاب بأسا
- على لين به عند الغلاب
- يمج أشعة تدعى بنقس
- كنور الشمس يدعى باللعاب
- سناه مرشد السارين كاف
- مغبات الضلال والارتياب
- فقد تنجو السفين من ارتطام
- إذا بصرت وتهلك في الضباب
- لحقت برهطك الأخيار تثوي
- كمثواهم من البلد اليباب
- فإن تبعد وقد بعدوا جميعا
- فإن مصابنا فوق المصاب
- برغم المجد أن وليت عنا
- صريعا لم تجز حد الشباب
- وكنت بقية الأبدال فينا
- وكان عليك تعويل الصحاب
- إذا استعدت على الآفات مصر
- فقد نصرت برواض الصعاب
- برأي منك نفاذ ذكي
- فجائي كمنقض الشهاب
- يظل الليل منه وقد توارى
- إلى أمد به أثر التهاب
- وكنت المرء حق المرء عقلا
- وآدابا وأخذا باللباب
- صدوق العزم لا تبغي طلابا
- وترجع دون إدراك الطلاب
- لطيفا في التماس القصد حتى
- لتشتبه المضايق بالرحاب
- شديد البطش خشية غير خاش
- أيرهب غير ذي ظفر وناب
- حياتك كلها جهد ومجد
- بمعترك انتساب واكتساب
- تجل على الكوارث وهي تطغى
- كفلك خف في ثقل العباب
- إذا لم يبتلعه الموج عادى
- به بين الغيابة والسحاب
- تكافحه الغداة بلا تراك
- وهمك صاعد والموج راب
- إلى أن يبلغ الجوزاء وثبا
- فتبلغها على متن الحباب
- فما هو بين نفسك في علاها
- ودار الخلد غير ولوج باب
- كذاك أجزت عن كثب إليها
- فكانت آية العجب العجاب
- قرارا أيها العاني وطيبا
- بما آتاك ربك من ثواب
- فإن تتوار عنا في حجاب
- فمعنى النور في ذاك الحجاب
- سواك غيابه داج ولكن
- لك الشفق المقيم مدى الغياب
المزيد...
العصور الأدبيه