الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> إن بكى الشرق فالمصاب أليم >>
قصائدجبران خليل جبران
- إن بكى الشرق فالمصاب أليم
- وقليل فيه الأديب العليم
- أمة لا يعيش مثلك فيها
- كيف حال كحالها تستقيم
- يا غريبا الى العرار مشوقا
- أين دون العرار منك الشميم
- لذت بالعالم الجديد وإن شط
- وما كان طائلا ما تروم
- فبعينيك زينة الحور والدور
- وفي قلبك المها والصريم
- هجرة بعد هجرة بعد أخرى
- وهموم في إثرهن هموم
- واليسير الذي تصيد عسير
- والضئيل الذي تريد جسيم
- أخمد الموت ذلك العزم في
- ندب على الضيم ساعة لا يقيم
- أي شأن والعصر ما نحن فيه
- شأن قوم بعالم لم يقوموا
- كل يوم يهدي إليهم نعيما
- وله البؤس بينهم والجحيم
- أفذاك التفريط يجزيء منه
- أن تعاد العظام وهي رميم
- إنت كرم بعد الوفاة فهلا
- قبلها كان ذلك التكريم
- يا لقومي هل خلتم الشرق عفوا
- قد دهاه التشتيت والتقسيم
- إن تبيحوا خياركم أبد الدهر
- هفل معتد عليكم غشوم
- إنما نحن هذا لا ملام
- وصريح العرفان فينا المليم
- وأخو اللب ظالم نفسه فينا
- وإ خال أنه مظلوم
- ما الذي سلط الجمود علينا
- أتراه الهواء والإقليم
- فعلام الفنون كانت إذن منا
- وكانت منا كذاك العلوم
- وبأي الاسباب بدلت الحال
- فعكس الحديث ذاك القديم
- ويح أهل التثقيف من بيئة
- للمال فيها لا غيره التعظيم
- فإذا أيسروا اصابو تجلات
- وإلا رموا بخبل وليموا
- باعل الحرص لا عدمت القرابين
- ولا فات شعبك التقديم
- في بلاد كما تحب تراها
- باقيات وحيث شئت تريم
- جهلها فيه شبه نور وخير
- منه لو أنه ظلام بهيم
- خادم العلم عادم الحظ فيها
- وعزيز أن يشكر المخذوم
- يغنم القوم من جنى عقله ما
- أدركوا غنمين وهو الغريم
- أترى هذه الوليمة والغرثى
- عكوف ومنهم من يحوم
- ما الثمار التي تدار تباريخ
- قلوب . وما اللحوم حلوم
- ما الأواني مصاحف . ما الحميا
- أدمع . ما ورد العمار كلوم
- باعل الحرص إن ظلك مادام
- فهذا الشقاء فينا يدوم
- أي سليمان أين منا سليمان
- وأين المنطوق والمفهوم
- أين من خيل أنه خلدته
- دولتاه المنثور والمنظوم
- أين واعي اللغات مختلفات
- لم يفته منها اللباب الصميم
- أي بحاثة أريب أديب
- بان عنا وحقه مهضوم
- إن يقم ناصحا فنعم المربي
- أو يقل مازحا فنعم النديم
- قل في الناس من له فضله الجسم
- وتلك النهى وذاك الخيم
- خلق ثابت ولفظ رقيق
- وفؤاد طود وطبع نسيم
- أريحي يصيب قسطا كبيرا
- من نداه الحريب والمحروم
- لم يقارف فعلا يشين ولم
- يأت من الأمر ما يعاف الحكيم
- كل عقد وإن تعايى على الحل
- به رأيه الحصيف زعيم
- ذهنه ثاقب له بصر النجم
- من الأوج والشعاع القويم
- فإذا حالت الامور فقد كف
- ولم يشك والنبيل كظيم
- أي سليمان إنني لأسيف
- أن يقال الفقيد والمرحوم
- سر حميدا إلى الخلود والق العبء
- إن الحياة عبء ذميم
- هكذا والمحيط غير عظيم
- يفقد الحيلة الذكي العظيم
- فكبار الأحلام تغرق فيه
- وصغار الخلام فيه تعوم
- ولئن قام للفخار وراء الموت
- وزن يجري به التقويم
- ليزولن كل من ظن بالمال
- خلودا وأنت حي مقيم
- يا معزين في سليمان صبرا
- ولنا فيكم غزاء كريم
- ذلكم أن في سماء علاكم
- كل شمس تخبو تليها نجوم
المزيد...
العصور الأدبيه