الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> أدماء فتانة لعوب >>
قصائدجبران خليل جبران
- أدماء فتانة لعوب
- خفيفة ما لها قرار
- كل مكان تكون فيه
- يقلقه وثبها مرار
- كأنها طائر حبيس
- في قفص يبتغي الفرار
- لطافة في بديع حسن
- ورقة في مزاج نار
- صغيرة أمرها كبير
- وهكذا الشأن في الصغار
- حار بها فكر والديها
- والفكر في مثلها يحار
- وليلة باتها أبوها
- مسهدا فاقد اصطبار
- رأته فيها كثير غم
- يبدو على وجهه اصفرار
- يجثو على مهدها ويبكي
- بأدمع ذرف حرار
- وينثني حائرا جزوعا
- يمضي ويأتي بلا اختيار
- وأبصرت أمها عبوسا
- يشوب آماقها احمرار
- تجلو سلاحا يثور منه
- آنا ومن لحظها شرار
- ما ذاك شأن الحسان لكن
- في الشر ما يدفع الخيار
- ما أثمت بالذي أعدت
- من عدد القتل والدمار
- بل الأثيم الذي دعاها
- قسرا فلبت على اضطرار
- لم يشغل الخطب فكر أدما
- وسنى ولم يعرها الحذار
- فهومت قلبها خلي
- وفي المحيا منها افترار
- كأن أنفاسها دعاء
- تقوله الروح في سرار
- ما ذنب هذي الفتاة تغدو
- سبية الظلم الشرار
- أمن سرير الصغار تلقى
- إلى سرير من للصغار
- تنبهت باكرا وكانت
- من قبل لم تألف ابتكار
- مر بها الهم وهو عاد
- ينتهب البر والبحار
- كطائر راقه غدير
- فرفه جانحا وطار
- واستمعت في الغداة قيلا
- إن أباها للحرب سار
- وإن قوما جاؤوا ليفنوا
- أمتها بغية النضار
- لا يرحمون الصغار منهم
- ولا يرقون للكبار
- ولا يراعون حق حر
- ولا يصونون عهد جار
- وإن كل البوير خفوا
- ليدفعوهم عن الذمار
- وإن أنصارهم قليل
- وإن أعداءهم كثار
- مضوا ولا راحل يرجي
- عودا لأهل له ودار
- فراعها الأمر واستقرت
- حزينة ذلك النهار
- حتى إذا ما المساء أمسى
- وانسدل الليل كالستار
- جثت على مهدها بما لم
- تعهد عليه من الوقار
- شبه ملاك أغر باك
- عليه سيماء الانكسار
- تدعو وما لقنت ولكن
- علمها الحزن الابتكار
- يا أرحم الراحمين يا من
- يحمي ضعيفا به استجار
- أنصر أبي وانتقم لقومي ولا تبح هذه الديار
- كذاك هم كلهم جنود
- لصد عاد أو أخذ ثار
- لا يفرق المقتني حساما
- عن التي تقتني السوار
- كبيرهم قائد بنيه
- إلى ردى أو إلى انتصار
- وطفلهم ضارع إلى من
- إذا بريء دعا أجار
المزيد...
العصور الأدبيه