الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم >>
قصائدجبران خليل جبران
- أخا الحزم نبئني أفارقت عن حزم
- مكانتك الشماء من منصب الحك
- وقد كنت ذاك العادل الفاضل الذي
- عفا أو جفا لم يقض الأعلى الظلم
- أجدك بعد الفصل في الناس تبتغي
- مقاما وماذا بعد منزلة النجم
- ألا إنها العلياء في النفس كنهها
- وما هي في دست ولا في اشتهار اسم
- فإن طهرت نفس فما الفخر ظاهر
- ابفخر وليس الجاه خيرا من العدم
- ونيل الاماني كلها دون هفوة
- يسوء بها قاض مسوءا بلا جرم
- على أنها الاحداث تعرض للنهى
- فتخفي ضياء الحق عن ثاقب الحلم
- إذا المرء لم يمنح شهادة ما اختفى
- وأمنا من البلوى وتما من العلم
- فقد يخطيء الحق الصريح إذا قضى
- ويأخذ بالاثم البريء من الإثم
- رحت سماء للقضاء إذا صفت
- فأحيت فقد ترمي بمردية الرم
- وآثرت ميدان المحاماة دونها
- مجالا رحيبا للمروءة والعزم
- ففي كل يوم أنت صانع رحمة
- وفي كل يوم غانم أجر ذي غرم
- ومتهم في غفلة العدل واقف
- من الموت بين الامر والخشب البك
- نهضت لدفع الويل عنهي همة
- هي الوثب في الارياح والوقر في الشم
- وناضلت عنه مستجيرا ملاينا
- شفيعا ضليعا نافي الريب بالجزم
- بزارة رئبال وتطريب ساجع
- وعطفة مهتز ولهفة مهتم
- ورقة محتال وشدة مفحم
- ينسم عن روض ويغدق عن يم
- وتقليب شبه البرق وريا ورونقا
- من الرأي في أدجى من السحب الدهم
- فلم يلبث المنكود حتى تحولت
- به حالة من حرب دهر الى سلم
- لو الناس أرقى فطنة وسليقة
- لما كان من قاض ولا كان من خصم
- فأما وهم ما قد عهدت ولم تزل
- بهم حاجة الأفراس للسرج واللجم
- فإن ولي الذود عنهم لجهلهم
- أحب إلى الرحمن من موقع الحكم
المزيد...
العصور الأدبيه