الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> أحننت من شوق إلى لبنان >>
قصائدجبران خليل جبران
- أحننت من شوق إلى لبنان
- وارحمتا لك من رميم عان
- شوق تكابده ويثوي منك في
- مثوى الرؤى من مهجة الوسنان
- جسوا مظنة حسه
- أفنابض فيها فؤاد متيم ولهان
- واستطلعوا الرسم المحيل فهل به
- يوم المآب لقرة عينان
- أرفات حي كان فرد زمانه
- بذكائه بل فرد كل زمان
- هل يستطيع إشارة أو نبأة
- أو رمز طرف أو حراك بنان
- لا شيء باق منك إلا اسطرا
- خلدت بحسن الصوغ والتبيان
- وجميل ذكر لم يفد في دفع ما
- يتبشع التحويل في الجثمان
- إني لنظر كيف بت فلا أرى
- في المجد ما يغني من الإنسان
- واراك قد أمسى فؤادك خاليد
- أبدا من الأفراح والأحزان
- لكن توهمنا قرارك في الحمى
- أشفى لغلة عودك الظمآن
- لبنان يا جبلا كأن نزيله
- إن يرتحل عنه طريد جنان
- لو أن أطوادا معان جسمت
- ما كنت غير الشوق والتحنان
- تنتقل البهجات فيك زواهيا
- بأشعة يرفلن في ألوان
- أما ظلالك فهي اشباح لما
- في أنفس النائين من اشجان
- هذا ابنك العلم لأشم قد انطوى
- في برزخ متطامن الأركان
- تلك العظائم كلها قد اصبحت
- شيئا من العظم المهيض الفاني
- ماذا تقول ذراك وهي شواهد
- هذي البقية مننهى وبيان
- ماذا يقول السفح أنكر سمعه
- هذا السكوت على الصدى الرنان
- بيروت يا بلدا عزيزا طيبا
- سمح السريرة صادق الشكران
- بيروت هذا من بلغت من العلى
- بمكانه السامي أعز مكان
- حيي مثوبته إليك وأكرمي
- ما شئت زائرك الرفيع الشان
- وتذكري أيامه الغر التي
- كانت عقود بدائع ومعان
- جعلت شموسك في الشموس فرائدا
- بالآيتين النور والعرفان
- كانت لنا بالقرب منه سلوة
- فأزالها هذا الفراق الثاني
- أي نعشه فيك العفاف مشيعا
- والعلم مبكيا بكل جنان
- أبلغ وديعتنا إلى أحبابنا
- واحمل تحيتنا إلى الوطان
- كنا نود بك المصير إلى الحمى
- وتأسي الإخوان بالإخوان
- لكن عدانا البين دون عناقهم
- فتول وليتعانق الدمعان
المزيد...
العصور الأدبيه