الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> أجاب الشعر حين دعا الوفاء >>
قصائدجبران خليل جبران
- أجاب الشعر حين دعا الوفاء
- وكان إذا دعوت به إباء
- فإن يعجز بياني حيث فني
- فليس بعاجز حيث الولاء
- نجيب وهو ما هو في ودادي
- وإجلالي أيخطئه الثناء
- أحق فتى بما تصف القوافي
- فتى فيه الشجاعة والحياء
- لأحمد في المفاخر كل بكر
- من الخفرات نم بها الضياء
- سري من سراة حب فيه
- ثراء الخلق يدعمه الثراء
- أديب يبرز المعنى مصفى
- بلفظ لا يشاب له صفاء
- خطيب تنهل الأسماع منه
- مناهل للنفوس بها شفاء
- ولي مناصب لم تنس فيها
- مآثره الإدارة والقضاء
- وزير لم ترنحه المعالي
- ولم يأخذه بالجاه إنتشاء
- أدار وزارتيه فلم تفته
- مع الحزم العزيمة والمضاء
- وأشهد مكبريه كيف تؤتى
- ثمارهما الحصافة والفتاء
- إذا ما ازداد مجدا زاد لطفا
- وما في اللطف خب أو رياء
- تواضع من علا في الناس أحجى
- ولله العظيم الكبرياء
- متى تسل المعارف عنه ينبيء
- بما فعل الثقات الأوفياء
- مدارس أصلحت من كل وجه
- فعاودها الترعرع والنماء
- فنون ثقافة رعيت وصينت
- فزال الريب وانتعش الرجاء
- برامج قومت من حيث آوت
- فآبت لا محال ولا التواء
- متى تسل التجارة عنه تعلم
- هنالك ما تقاضاه الدهاء
- وما سيكون منها حظ مصر
- وقبلا حظها منها هباء
- متى تسل الصناعة تدر أني
- نصرف في معاضلها الذكاء
- وهيأ في الحمى عيشا رغيدا
- لقوم كان حلفهم الشقاء
- يعيد إلي هذا اليوم ذكرى
- لها في أحسن الذكر البقاء
- ذخيرة مصر جامعة حقيق
- بها رفق الولاة والاعتناء
- تجنى حادث جلل عليها
- وناب عن الولاء لها العداء
- صروح لم تكد تعلو ذراها
- وجدر لم يجف لها طلاء
- تغلغل في حناياها التنابي
- وخيم في زواياها العفاء
- ويدعو العلم صونوها تصنكم
- فما أن يستجاب له دعاء
- إلى أن عالج الفتح المرجى
- صبور لا يخيب له بلاء
- إذا استعصى مرام لج فيه
- ولم يقعد بهمته العناء
- فظل مكافحا حتى وقاها
- وشاء الله فيها ما يشاء
- بنى استقلالها سورا منيعا
- ولاستقلال أمته البناء
- ولم يكرثه ما لاقاه فيها
- كذاك يكون للوطن الفداء
- فتى الفتيان إقداما وعلما
- وما هم في مجالهما سواء
- إذا أكرمت والحفلات شتى
- فذلك شكر مصر ولا مراء
المزيد...
العصور الأدبيه