الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> تركي عامر >> لن أعود إلى المرعى >>
قصائدتركي عامر
لن أعود إلى المرعى
تركي عامر
- سقطَتْ مِطْرَقَةٌ * مِن شُرْفَةِ هذا المساء * لتستقرَّ على سطحِ بحرٍ * مِن رخامٍ أبيضَ ليسَ رخوًا
- ثمَّةَ سَبَّابَةٌ مِن خزف * وإبهام * يُمْسِكَانِ بريشةِ عنقاء
- سالَ دَمٌ أسوَد * بما فيهِ الكفاية * لترميمِ "لسانِ العرب" * بطريقةٍ مخالِفةٍ * لشريعةِ الرَّوِيّ
- وسالَ دمٌ أحمر * يكفي لإعادةِ كتابةِ التّاريخِ * مرّتَين * مرّةً مِنَ اليمينِ إلى اليسار * برعايةِ السّيّد * وزير ِ الدّاخليّة * وأخرى مِنَ اليسارِ إلى اليمين * برعايةِ السّيّد * وزيرِ الخارجيّة
- وسالَ دَمٌ أخضر * لتأثيثِ هياكلِ التّراث * بأصنامٍ من خُبْزٍ * وآلهةٍ من نبيذ * تَقْرَبُ الصّلاَةَ * ولا تعرفُ صلةَ الأرحام * لكنّها تعرفُ الرّحمة
- تلاطمَ موجٌ كثيرٌ * وتكاثرَتْ أسماك * فتجرّأَ الزَّبَد * على غيمةٍ مارقة * وتداخلَ الملحُ في لحمِ السّفينة * وفي أحلامِ الملاّحينَ * والفقراء
- تَعَمَّمَ الطّوفان * فاختبأَتْ فاكهةُ البحرِ * في بطنِ حوت * حالمةً بِأفُقٍ * يُفْضِي إلى شواطئِ شمسٍ * تشرقُ مِن شمال
- فأنشأَ الرّاعي يقولُ شعرًا * لن أذهبَ إلى المرعى بعدَ اليوم * فَلْتَفْلَتِ الذّئاب * وَلْيَفْنَ الْغَنَم
المزيد...
العصور الأدبيه