الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> هواجس >>
قصائدبدوي الجبل
- هواجسي فيك إيمان و غالية
- و أنجم و فراش تعبد اللّهبا
- و سالفات رؤى حين اشتهيت لنا
- في البيد خيمتها السمراء و الكثبا
- هواجس أنت دنياها و معدنها
- فكيف تبدع إلاّ النّور و الطربا
- النازلات على قلبي و نعمته
- حورا من الأفق القدسيّ لا ريبا
- المترفات و أحلاها و أملحها
- طيف مع الفجر من أهدابك انسربا
- روى لنا عنك ما ندّى سرائرنا
- من المنى السمر إن صدقا و إن كذبا
- تصوّف القلب تدليلا لساكنه
- فما شكى عنت البلوى و لا عتبا
- و كيف يوحش قلبي من سلافته
- و قد أدرت عليه الحبّ و الأدبا
- يا عذبة الثغر .. لو طاف الخيال به
- قرأت في وجهك الإشفاق و الغضبا
- إذا تمنّاك قلب لا نجوم به
- تململ الفلك الغيران و اضطربا
- يردّ حسنك أهواء النفوس تقى
- و يسكب الخير و الأطياب و الشهبا
- كأنّه الكعبة الزهراء ، ما اجترحت
- منى الحجيج بها إثما و لا لعبا
- ***
- غيب لحبّك من نعمى اليقين به
- كأنّني كاشف عن سرّه الحجبا
- بيني و بينك أنساب موثّقة
- هذا اللهيب بقلبي خيرها سببا
- فلو بخلت بنعماء العذاب لما
- نشدت عندك إلاّ جمره أربا
- لم يشهد الله قلب لا لهيب به
- و يشرق الله في القلب الذي التهبا
- أعيذ مؤنس ، روحي ، بعد وحشتها
- أن يستردّ من النعماء ما وهبا
- يا ضيعة النغم الأسمى و لوعته
- إذا محى الخالق الفنّان ما كتبا
- شفّعت عندك حبّي في مواجعه
- و ما تمزّق من قلبي و ما سلبا
- أخفيت ظلمك عن نفسي لأرحمها
- ثمّ ابتدعت له الأعذار و السببا
- ***
- هواك عندي مقيم في مواطنه
- فإن تحوّل عن نعمائها اغتربا
- أحبّك الحبّ تأليها خلعت به
- على تدلّهي الإجلال و الرهبا
- ***
- سكبت في دربك الأطياب والهة
- و جلّ كأسك عن عطري الذي انسكبا
- لعلّه – و الخطى السمراء تسلكه
- يعلّها من حنيني بعض ما شربا
- أغليت نعمى الهوى عندي و محنته
- فحبّ ما مرّ منه حبّ ما عذبا
- مدامعي فيك لو أكرمت جوهرها
- أكرمت فيها الهوى و الشعر و العربا
- أجلّ بابك عن طول الوقوف به
- فقر الكريم تجلّى صمته طلبا
المزيد...
العصور الأدبيه