الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> فترقبوا الغارات من أيتامها >>
قصائدبدوي الجبل
فترقبوا الغارات من أيتامها
بدوي الجبل
- خلّوا الشام و داميات كلاهما
- لا تهتكوا الأستار عن آلامها
- عربيّة الأنساب تطرب للوغى
- في جاهليّتها و في إسلامها
- فإذا أراد زمامها ذو قّوّة
- شمست على الباغي بفضل زمامها
- عطفت عليه بالسّيوف كأنّها
- من حزمها صيغت و من إقدامها
- السمر حول قبابها مركوزة
- و البيض لامعة بظلّ خيامها
- و لقد أراد بها القويّ تحكّما
- فتنمّرت أنفا على حكّامها
- إن صدّها ذو التاج عن حاجاتها
- سألته حاجتها بحدّ حسامها
- ألغارة الشعواء عيد كماتها
- و دم اللطّلى المشبوب كأس مدامها
- ورأيتها ظمأى الجوانح للعلى
- فعلى الدم المهراق بلّ أوامها
- الروض محتاج لقطر دمائها
- يوم الحميّة لا لقطر غمامها
- و الحق تبلغه ببأس حماتها
- لا باستكانتها و لا استرحامها
- البأس كلّ البأس كالأشجّ فباهها
- أو كالأعزّ الوائليّ فسامها
- يا ابن الشام و ما نظمت قصائدي
- إلاّ لهزّ عراقها و شامها
- تشدو الحمائم في الشّام و إنّما
- أنغام هذا الشعر من أنغامها
- الحرّ يؤسر و الحمائم حرّة
- يا ليت لي في الشام حظّ حمامها
- أليوم معركة الحياة فما الذي
- أعددت من عدد ليوم صدامها
- من ليس يمنع حقّه في حربها
- هيهات يمنع حقّه بسلامها
- و إذا تنكّبت الزحام ففترة
- و تخرّ منجدلا غداة زحامها
- للأقوياء شريعة مكتوبة
- بالسيف شيب حلالها بحرامها
- أمنّول الأمم الضعيفة حقّها
- و مديلها القهّار من ظلاّمها
- فصل الخطاب دنا فأيّد أمّة
- لم تبغ إلاّ حقّها بقيامها
- و اسمح لنصرك أن يرفرف فوقها
- و يطاول الجوزاء في أعلامها
- يا ربّ علّمها المسير إلى الردى
- بسبيل عزّتها و نيل مرامها
- هذي دماء كرامها مطلولة
- فاقبل ضحيّتها دماء كرامها
- لا ترتجي إلاّ حياة حرّة
- يا ربّ ، أجر صلاتها و صيامها
- إن لم ترجّ الفوز قبل حمامها
- فاسمح به يا ربّ بعد حمامها
- فتراه بعد الموت في أرواحها
- إن لم تكن شهدنه في أجسامها
- ***
- هيهات تنخذل الشام و قد بدا
- أثر القراع على شبا صمصامها
- ووراء حقّ الغوطتين عصابة
- آساد غابتها شموس ظلامها
- ألباذلون دماءهم يوم الوغى
- و الثائرون بها على أخصامها
- ما للذئاب مدلّة في حيّها
- أو لا تخاف الشرّ من ضرغامها
- النار خامدة اللهيب فحاذروا
- يا ظالمي قحطان من إضرامها
- إن تقتلوا آباءها بسيوفكم
- قترقّبوا الغارات من أيتامها
- ***
المزيد...
العصور الأدبيه