الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> الحبّ و الله >>
قصائدبدوي الجبل
- تأنّق الدوح يرضر بلبلا غردا
- من جنّة الله قلبانا جناحاه
- يطير ما انسجما حتّى إذا اختلفا
- هوى . و لم تغن عن يسراه يمناه
- ألخافقان معا فالنجم أيكهما
- و سدرة المنتهى و الحبّ : أشباه
- أسمى العبادة ربّ لي يعذّبني
- بلا رجاء و أرضاه و أهواه
- و أين من ذلّة الشكوى و نشوتها
- عند المحبّين عزّ الملك و الجاه
- تقسّم الناس دنياهم و فتنتها
- و قد نفرّد من يهوى بدنياه
- ما فارق الريّ قلبا أنت جذوته
- و لا النعيم محبّا أنت بلواه
- غمرت قلبي بأسرار معطّرة
- و الحبّ أملكه للروح أخفاه
- و ما امتحنت خفاياه لأجلوها
- و لا تمنّيت أن تجلى خفاياه
- الخافقان _ و فوق العقل سرّهما
- كلاهما للغيوب : الحبّ و الله
- كلاهما انسكبت فيه سرائرنا
- و ما شهدناه لكنّا عبدناه
- أرخصت للدمع جفني ثم باكره
- في هدأة الفجر طيف منك أغلاه
- و أسكرتني دموعي بعد زورته
- أطيف ثغرك ساقاها حميّاه
- طيف لشقراء كاس من متارفه
- لو لم أصنه طغى وجدي فعرّاه
- حمنا مع العطر ورّادا على شفة
- فلم نغر منه لكنّا أغرناه
- تهدّلت بالجنى المعسول و اكتنزت
- و الثغر أملؤه للثغر أشهاه
- نعبّ منه بلا رفق و يظمؤنا
- فنحن أصدى إليه ما ارتشفناه
- في مقلتيك سماوات يهدهدها
- من أشقر النور أصفاه و أحلاه
- و رنوة لك راح النجم يرشفها
- حتّى ترنّح سكر في محيّاه
- أطلّ خلف الجفون الوطف موطنه
- بعد الفراق فحيّاه و فدّاه
- يضيع عنّي وسيم من كواكبها
- فحين أرنو إلى عينيك ألقاه
- قلبي و للشقرة المغناج – لهفته
- ليت الحنين الذي أضناه أفناه
- تضفّر الحور غارا من مواجعه
- و تستعير روءاها من خطاياه
- أغفين فيه لماما ثمّ عدن إلى
- جنّاتهنّ و قد لملمن ريّاه
- يسألن باللهفة الغيرى على خجل :
- من فجّر العطر منه حين أدماه ؟
- لم تعرف الحور أشهى من سلافتنا
- رفّ الهجير ندى لما سقيناه
- مدلّه فيك ، ما فجر و نجمته !
- مولّه فيك ، ما قيس و ليلاه !
- من كان يسكب عينيه و نورهما
- لتستحمّ روءاك الشقر لولاه
- سما بحسنك عن شكواه تكرمة
- و راح يسمو عن الدنيا بشكواه
- يريد بدعا من الأحزان مؤتلقا
- و من شقاء الهوى يختار أقساه
- سكبت قلبك في وجدانه فرأت
- يا عزّ ما شئت لا ما شاء عيناه
- أنت السراب عذاب و قده و ردى
- و تؤنس العين أفياء و أمواه
المزيد...
العصور الأدبيه