الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> وحي النيروز >>
قصائدبدر شاكر السياب
- طيف تحدى به البارود و النار
- ما حاك طاغ و ما استبناه جبار
- ذكرى من الثورة الحمراء و شحها
- بالنور و القانيء المسفوك آذار
- مرت على القمة البيضاء صاهرة
- عنها الجليد فملء السفح أنهار
- في كل نهر ترى ظلا تحف به
- أشباح ( كاوا ) و يزهو حوله الفار
- يا شعب ( كاوا ) سل الحداد كيف هوى
- صرح على الساعد المفتول ينهار
- و كيف أهوت على الطاغي يد نفضت
- عنها الغبار و كيف انقض ثوار
- و الجاعل ( الكير ) يوم الهول مشعلة
- تنصب منه على الآفاق أنوار
- قف عند ( شيرين ) واهتف ربما نطقت
- وحدثتك بما تشتاق أحجار
- و ربما ارتجت الأصداء و انفجرت
- قيثارة في يد الراعي و مزمار
- و الفارس الثائر المغوار هل بقيت
- من خيله الصافنات البلق آثار
- تكاد تسمع في الآفاق صيحة
- كأنها في سماء الحق إعصار
- مرت على الظلم فاهتزت دعائمه
- و جلجلت فهي للباغين انذار
- و ساء مستعمرا أن يستفيق على
- أصدائها جائع في الحقل منهار
- و أن يهب إلى الأغلال يحطمها
- شعب و تنشق عن عينه أستار
- كم أيتم البغي من طفل و سار على
- بيت هوى جحفل للبغي جرار
- و استؤسر الجائع العريان و اغتصبت
- عذراؤه و استبيح الحقل و الدار
- و شردت في صحارى الثلج أفئدة
- من فوقها أعظم تدمى و أطمار
- و كشر السجن عن بابيه و ارتفعت
- حمر المشانق يغذوهن جزار
- كيعرب مظلوم يمد يدا
- إلى أخيه فما أن يهدر الثار
- و المستغلان في سهل و في جبل
- يدميها بالسياط الحمر غدار
- سالت دماؤهما في السوط فامتزجت
- فلن يفرقها بالدس أشرار
- و أغمد الظلم في الصدرين مخلبه
- فجمعت بالدم الجرحين أظفار
- ووحد الجوع عزم الجائعين على
- أن يوقدوها و ألا تخمد النار
- و كدس العري أجساد العراة على
- درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا
- وقرب القيد من شعبين شدهما
- ووجهت من خطى الشعبين أفكار
- يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
- حتى تحرر من محتاهلها الدار
- يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
- حتى تحرر من محتاهلها الدار
المزيد...
العصور الأدبيه