الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> نسيم من القبر >>
قصائدبدر شاكر السياب
- نسيم الليل كالآهات من جيكور يأتيني
- فيبكيني
- بمب نفثته أمي فيه من وجد و أشواق
- تنفس قبرها المهجور عنها قبرها الباقي
- على الأيام يهمس بي تراب في شراييني
- ودوزد حيث كان دمي و أعراقي
- هباء من خيوط العنكبوب و أدمع الموتى
- إذا ادكروا خطايا في ظلام الموت ترويني
- مضى أبد و ما لمحتك عيني
- ليت لي صوتا
- كنفح الصور يسمع وقعه الموتى هو المرض
- تفك منه جسمي وانحنت ساقي
- فما أمشي و لم أهجرك إني أعشق الموتا
- لأنك منه بعض أنت ماضي الذي يمض
- إذا ما اربدت الآفاق في يومي فيهديني
- أما رن الصدى في قبرك المنهار من دهليز مستشفى
- صداي أصيح من غيبوبة التخدير أنتقض
- على ومض المشارط حين سفت من دمي سفا
- و من لحمي أما رن الصدى في قبرك المنهار
- و كم ناديت في أيام سهدي أو ليلليه
- أيا أمي تعالي فالمسي ساقي و اشفيني
- يئن الثلج و الغربان تنعب من طوى فيه
- و بين سريري المبتل حتى القاع بالأمطار
- و قبرك تهدر الأنهار
- و تصطخب البحار إلى القرار يخضها الإعصار
- أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل
- بكاء حفيدتيك من الطوى و حفيدك الجوعان
- لقد جعنا و في صمت حملنا الجوع و الحرمان
- و يهتك سرنا الأطفال ينتحبون من ويل
- أفي الوطن الذي آواك جوع ؟ أيما أحزان
- تؤرق أعين الأموات
- لا ظلم و لا جور
- عيونهما زجاج للنوافذ يخنق الألوان
- هناك لكل ميت منزل بالصمت مستور
- و لكنا هنا عصفت بنا الأقدار من ظل
- إلى ظل و من شمس إلى شمس يغيب النور
- على شرفات بيت ضاحكات ثم يشرق و هي أطلال
- و يخفق حيث كركر أمس أطفال
- صرير للجنادب هامسات إنه المقدور
- تصدع برج بابل منه و انهدمت صخور السور
- أما حملت إليك الريح عبر سكينة الليل
- بكاء حفيدتيك من الطوى يعلو من السهل
المزيد...
العصور الأدبيه