الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> مرحى غيلان >>
قصائدبدر شاكر السياب
- بابا بابا
- ينساب صوتك في الظلام إليّ كالمطر الغضير
- ينساب من خلل النعاس و أنت ترقد في السرير
- من أي رؤيا جاء ؟ أي سماوة ؟ أي انطلاق
- و أظل أسبح في رشاش منه أسبح في عبير
- فكأن أودية العراق
- فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي كلّ واد
- وهبته عشتار الأزاهر و الثمار كأنّ روحي
- في تربة الظلماء حبة حنطة و صداك ماء
- أعلنت بعثي يا سماء
- هذا خلودي في الحياة تكنّ معناه الدماء
- بابا كأنّ يد المسيح
- فيها كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
- تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
- بابا بابا
- أنا في قرار بويب أرقد في فراش من رماله
- من طينه المعطور و الدم من عروقي في زلاله
- ينثال كي يهب الحياة لكل أعراق النخيل
- أنا بعل أخطر في الجليل
- على المياه أنث في الورقات روحي و الثمار
- و الماء يهمس بالخرير يصل حولي بالمحار
- و أنا بويب أذوب في فرحي و أرقد في قراراي
- بابا بابا
- يا سلم الأنغام أيّة رغبة هي في قرارك
- سيزيف يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك
- يا سلم الدم و الزمان من المياه إلى السماء
- غيلان يصعد فيه نحوي من تراب أبي و جدي
- و يداه تلتمسان ثم يدي و تحتضنان خدّي
- فأرى ابتدائي في اتنهائي
- بابا بابا
- جيكور من شفتيك تولد من دمائك في دمائي
- فتحيل أعمدة المدينة
- أشجار توت في الربيع و من شوارعها الحزينة
- تتفجر الأنهار أسمع من شوارعها الحزينة
- ورق البراعم و هو يكبر أو يمص ندى الصباح
- و النسغ في الشجرات يهمس و السنابل في الرياح
- تعد الرّحى بطعامهنّ
- كأنّ أوردة السماء
- تتنفّس الدم في عروقي و الكواكب في دمائي
- يا ظلي الممتد حين أموت يا ميلاد عمري من جديد
- الأرض ( يا قفصا من الدم و الأظافر و الحديد
- حيث المسيح يظل ليس يموت أو يحيا كظلّ
- كيد بلا عصب كهيكل ميت كضحى الجليد
- النور و الظلماء فيه متاهتان بلا حدود
- عشتار فيها دون بعل
- و الموت يركض في شوارعها و يهتف يا نيام
- هبوا فقد ولد الظلام
- و أنا المسيح أنا السلام
- و النار تصرخ يا ورود تفتحي ولد الربيع
- و أنا الفرات و يا شموع
- رشي ضريح البعل بالدم و الهباب و بالشحوب
- و الشمس تعمل في الدروب
- بردانة أنا و السماء تنوء بالسحب الجليد
- بابا بابا
- من أيّ شيء شمس جاء دفؤك أي نجم في السماء
- ينسلّ للقفص الحديد فيورق الغد في دمائي ؟
المزيد...
العصور الأدبيه