الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> لقاء و لقاء >>
قصائدبدر شاكر السياب
- لست أنت التي بها تحلم الروح و لست التي أغني هواها
- كان حب يشد حولي ذراعيك و يدني من الشفاه الشافاها
- و اشتياق كأنما يسرق الروح فما في العيون إلا صداها!
- و انتهينا فقلت أني سأنساه و غمغمت سوف ألقى سواها
- **
- أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ و شاهدت في يديك الملالا
- في ارتخاء النسيج تطويه يمناك و عيناك ترمقان الشمالا
- في الغياب الطويل و المقعد المهجور ترمي يدي عليه الظلالا
- في الشفاه البطاء تدنو من الكوب و ترتد ثم تلقى سؤالا
- **
- التقينا أهكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟
- لا ذراعان في انتظاري على الباب و لا خافق يعد الثواني
- في انتظاري و لا فم يعصر الأزمان في قبله و لا مقلتان
- تسرقان الطريق و الدمع من عيني والداء و الأسى من كياني
- **
- قد سئمت اللقاء في غرفة أغضى على بابها اكتئاب الغروب :
- الضياء الكسول و المزهريات تراءى بهن خفق اللهيب
- كالجناح الثقيل في دوحة صفراء في ضفة الغدير الكئيب
- **
- و احتشاد الوجوه مثل التماثل احتواهن معبد مهجور
- سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعاد كما يطل الأسير
- من كوى سجنه إلى بيته النائي كما يخفق الجناح الكسير
- للغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت فحطمتها الصخور!
- **
- عز حتى الحديث بين الأحاديث و حتى التقاؤنا بالعيون
- في فؤادي الشقي مثل الأعاصير و في سادعي مثل الجنون
- التقينا ؟ أكان شوقي للقياك اشتياقيا إلى الضياء الحزين
- واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء و الشاي و الخطى و اللحون
- **
- الخطى و اللحون من فجوة الباب تسللن و الضياء الضئيلا
- و الأزاهير تشرب النور في بطء و يعكسنه ابتسامًا ذليلاً
- كابتساماتي الحيارى و إطراقي برأسي و قد ذكرت الحقولا
- و الغناء الطروب و المعبر المغمور بالنور و الشذى و النخيلا
- **
- لست أنت التي بها تحلم الروح و لكنه الغرام المضاع:
- الخطى العابرات في النور و الأنداء و الشط و الضحى و الشراع
- التقينا يد تمد إلى أخرى و للنور في الشفاه التماع
- ترقص القبلة المرجاة فيه ثم يدنو فم و تطوي ذراع!
- **
- لست أنت التي بها تحلم الروح-ولكنهانتظار اللقاء
- انتظار التي تحلم بها الروح إذا لفها اكتئاب المساء
- و استبد الحنين و انثالت الأصداء من كل ضفة قمراء
- لا تراها العيون في عالم ناء و من كل باب كوخ مضاء
- **
- إنها الآن في انتظاري تجيل الطرف حيرى على امتداد الطريق
- و المساء الكئيب قد ماج بالأصداء تنساب من مكان سحيق
- اتبعينا.. فإن في الشاطيء النائي شراعا يهيم بالتصفيق
- و الحبيب المجهول ناداك و امتدت ذراعاه في انتظار عميق
المزيد...
العصور الأدبيه