الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> في ليالي الخريف >>
قصائدبدر شاكر السياب
- في ليالي الخريف الحزين
- حين يطغى علي الحنين
- كالضباب الثقيل
- في زوايا الطريق
- في زوايا الطريق الطويل
- حين أخلو و هذا السكون العميق
- توقد الذكريات
- بابتساماتك الشاحبات
- كل أضواء ذاك الطريق البعيد
- حيث كان اللقاء
- في سكون المساء
- هل يعود الهوى من جديد ؟
- عاهديني إذا عاد .. يا للعذاب
- عاهديني و مرت بقايا رياح
- بالوريقات في حيرة و اكتئاب
- ثم تهوي حيال السراج الحزين
- انتهينا.. أما تذكرين؟
- انتهينا.. و جاء الصباح
- يسكب النور فوق ارتخاء الشفاه
- و انحلال العناق الطويل
- أين آلام الرحيل؟
- أين لا لست أنساك و احسرتاه؟
- **
- في ليالي الخريف
- حين أصغي و لا شيء غير الحفيف
- ناحلاً كانتحاب السجين
- خاف أن يوقظ النائمين
- فانتحى في الظلام
- يرقب الأنم النائيات
- حجبتها بقايا غمام
- فاستبدت به الذكريات
- الغناء البعيد البعيد
- في ليالي الحصاد
- أوجه النسوة الجائعات
- ثم يعلو رنين الحديد
- يسلب البائس الرقاد !
- في ليالي الخريف
- حين أصغي و قد مات حتى الحفيف
- و الهواء -
- تعزف الأمسيات البعاد
- في اكتئاب يثير البكاء
- شهرزاد
- في خيالي فيطغى علي الحنين
- أين كنا؟! أما تذكرين
- أين كنا ؟! أما تذكرين المساء؟!
- **
- في ليالي الخريف الطوال
- آه لو تعلمين
- كيف يطغى علي الأسى و الملال؟!
- في ضلوعي ظلام القبور السجين
- في ضلوعي يصبح الردى
- بالتراب الذي كان أمي: غدا
- سوف يأتي فلا تقلقي بالنحيب
- عالم الموت حيث السكون الرهيب!
- سوف أمضي كما جئت واحسرتاه
- سوف أمضي و ما زال تحت السماء
- مستبدون يستنزفون الدماء
- سوف أمضي و تبقى عيون الطغاة
- تستمد البريق
- من جذى كل بيت حريق
- و التماع الحراب
- في الصحارى و من أعين الجائعين
- سوف أمضي و تبقى فيا للعذاب!
- سوف تحيين بعدي ، و تستمتعين
- بالهوى من جديد
- سوف أنسى و تنسين إلاّ صدى
- من نشيد
- في شفاه الضحايا -وإلا الردى
المزيد...
العصور الأدبيه