الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> في انتظار رسالة >>
قصائدبدر شاكر السياب
- و ذكرتها فبكيت من المي
- كالماء يصعد من قرار الارض نز الى العيون دمي
- و تحرقت قطراته المتلاحقات لتستحيل الى دموع
- يخنقني فأصك اسناني لتنقذف الضلوع
- موجا تحطم فوقهن و ذاب في العدم
- دخان في القلب يصعد
- ضباب من الروح يصعد
- دخان ضباب
- و انت انخطاف وراء البحار و انت انتحاب
- و نوح من القلب كالمد يصعد
- ودمع تجمد
- و غصت به الاه في الحنجره
- ذكرتك يا كل روحي و يا دفئ قلبي اذ الليل يبرد
- و يا روضة تحت ضوء النجوم بقداها مزهره
- و ذكرت كلتنا يهف بها و يسبح في مداها
- قمر تحير كالفراشة و النجوم على النجوم
- دندن كالاجراس فيها كالزنابق اذ تعوم
- على المياه و فضض القمر المياها
- و كأن جسمك زورق الحب المحمل بالطيوب
- و الدفء وز المجداف همس في المياه يرن آها
- فآها و النعاس يسيل منك على الجنوب
- فينام فيه النخل تلتمع السطوح بنومهن إلى الصباح
- أواه ما أحلاك نام النور فيك و نمت فيه
- و الليل ماء و النباح
- مثل الحصى ينداح فيه و أنت أول وارديه
- هو الصيف يلثم شط العراق
- بغيماته ذاب فيها القمر
- و توشك تسبح بيض النجوم لولا برودة ماء النهر
- و هف شراع لأضلاعه في الهواء اصطفاق
- و غنى مغن وراء النخل
- يغمغم يا ليل طال السهر
- و طال الفراق
- كأن جميع قلوب العراق
- تنادي تريد انهمار المطر
- و صعدت نحوك و النعاس رياح فاترات تحمل الورقا
- لتمس شعرك و النهود به تموت
- حينا و تلهث في النوافذ من بيوت
- ألقاك في غرفاتها و أشد جسمك فار و احترقا
- أني أريدك اشتهيك أمس ثغرك في رساله
- طال انتظاري و هي لا تأتي و تحترق الزوارق و التخوت
- في ضفه العشار تنفض و هي لاهثة ظلاله
- عل الرياح حملن منك لها رسالة
- لم تبخلين علي بالورقات بالحبر القليل و سحبه القلم الصموت
- إني أذوب هوى أموت
- و أحن منك إلى رساله
المزيد...
العصور الأدبيه