الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> في القرية الظلماء >>
قصائدبدر شاكر السياب
- -1-
- الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
- و الجدول الهدار يسبره الظلام
- إلا وميضاً لا يزال
- يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
- ألقى به النجم البعيد
- يا قلب ما لك لست تهدأ ساعة؟ ماذا تريد؟
- النجم غاب و سوف يشرق من جديد بعد حين
- و الجدول الهدار هينم ثم نام
- أما الغرام دع التشوق يا فؤادي و الحنين!
- **
- -2-
- أأظل أذكرها و تنساني ؟
- وأبيت في شبه احتضار و هي تنعم بالرقاد ؟
- في ناظريها المسبلين على الرؤى أما فؤادي
- فيظل يهمس في ضلوعي
- باسم التي خانت هواي يظل يهمس في خشوع
- أني سأغفو بعد حين سوف أحلم في البحار:
- هاتيك أضواء المرافيء و هي تلمع من بعيد
- تلك المرافيء في انتظار
- تتحرق الأضواء فيها مثل أصداء تبيد
- **
- -3-
- القرية الظلماء خاوية المعابرة و الدروب
- تتجاوب الأصداء فيها مثل أيام الخريف
- جوفاء في بطء تذوب
- واستيقظ الموتى هناك على التلال على التلال
- الريح تعول في الحقول و ينصتون إلى الحفيف
- يتطلعون إلى الهلال
- في آخر الليل الثقيل و يرجعون إلى القبور
- يتساءلون متى النشور!!
- و الآن تقرع في المدينة ساعة البرج الوحيد
- لكني في القرية الظلماء في الغاب البعيد
- **
- -4-
- دعها تحب سواي تقضي في ذراعيه النهار
- و تراه في الأحلام يعبس أو يحدث عن هواه
- فغداً سيهوى ساعداه
- مثل الجليد على خطوط باهتات في إطار
- و على الرفوف الشاحبات رسائل
- عادت تلف على نسيج العنكبوت بها الوعود
- و الريح تهمس لن يعود
- ويلون المرآة ظل من سراج ذابل
- و حياله امرأة تحدق في كتاب
- بال و تبسم في اكتئاب
- **
- -5-
- الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
- و الجدول الهدار يسبره الظلام
- إلا وميضاً لا يزال
- يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
- ألقى به النجم البعيد
- يا قلب مالك فب إكتئاب لست تعرف ما تريد؟!
المزيد...
العصور الأدبيه