الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> شناشيل ابنة الجلبي >>
قصائدبدر شاكر السياب
- و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
- من خلل السحاب كأنه النغم
- تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم
- و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت
- ابتسم
- لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور
- و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق
- القصب
- و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في
- غابة اللعب
- يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور
- نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر
- و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر
- و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف
- وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ
- و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
- عاد منه النهر و هو ممتلئ
- تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص
- بالأنعام و اللهف
- و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
- تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب
- تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه
- بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب
- سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى
- و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب
- من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما
- و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب
- و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر
- و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء
- شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
- عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
- و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر
- يا مطرا يا حلبي
- عبر بنات الجلبي
- يا مطرا يا شاشا
- عبر بنات الباشا
- يا مطرا من ذهب
- تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار
- قطعها و وراها
- و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
- كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها
- الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة
- كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه
- الشرفه
- و يخترق الظلام
- و صاح يا جدي أخي الثرثار
- انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر
- متى يتوقف المطر
- و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا
- شناشيل ابنة الجلبي
- ثم تلوح في الافق
- ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر
- شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق
- ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد
- توهج في فؤادي
- غير اني كلما صفقت يدا الرعد
- مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل
- فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي
- و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل
- و نبت دونما ثمر و لا ورد
المزيد...
العصور الأدبيه