الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> شباك وفيقة -2 >>
قصائدبدر شاكر السياب
- أطلي فشّباكك الأزرق
- سماء تجوع
- تبينته من خلال الدموع
- كأني بي أرتجف الزورق
- إذا انشق عن وجهك الأسمر
- كما انشق عن عشتروت المحار
- و سارت من الرغو في مئزر
- ففي الشاطئين اخضرار
- و في المرفأ المغلق
- تصلّي البحار
- كأني طائر بحر غريب
- طوى البحر عند المغيب
- و طاف بشبّاكك الأزرق
- يريد التجاء إليه
- من الليل يربدّ عن جانبيه
- فلم تفتحي
- ولو كان ما بيننا محض باب
- لألقيت نفسي لديك
- و حدقت في ناظريك
- هو الموت و العالم الأسفل
- هو المستحيل الذي يذهل
- تمثّلت عينيك يا حفرتين
- تطلان سخراً على العالم
- على ضفة الموت بوّابتين
- تلوحان للقادم
- و شبّاكك الأزرق
- على ظلمة مطبق
- تبدّي كحبل يدّ الحياه
- إلى الموت كيلا تموت
- شفاهك عندي ألذّ الشفاه
- و بيتك عندي أحبّ البيوت
- و ماضيك من حاضري أجمل
- هو المستحيل الذي يذهل
- هو الكامل المنتهي لا يريد
- و لا يشتهي أنه الأكمل
- ففي خاطري منه ظل مديد
- و في حاضري منه مستقبل
- * *
- ترى جاءك الطائر الزنبقي
- فحلقت في ذات فجر معه
- و ألقى نعاس الصباح النقي
- على حسك المشتكى برقعة
- و فتحت عينيك عند الأصيل
- على مدرج أخضر
- و كان انكسار الشعاع الدليل
- إلى التل و المنزل المرمر
- هناك المساء اخضرار نحيل
- من التوت و الظل و الساقيه
- و في الباب مدّ الأمير الجميل
- ذراعيه يستقيل الآتيه :
- أميرتي الغالية
- لقد طال منذ الشتاء انتظاري
- ففيم التأني وفيم الصدود ؟
- * *
- و هيهات أن ترجهي من سفار
- و هل ميّت من سفار يعود ؟
المزيد...
العصور الأدبيه