الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> ذكرى لقاء >>
قصائدبدر شاكر السياب
- قد انتصف الليل فاطو الكتاب
- عن الريح و الشمعة الخابية
- فعيناك لا تقرآن السطور
- و لكنها العلة الواهيه
- فأنت ترى مقلتيها هناك
- و ذكرى من الليلة الماضيه
- فتطوي على ركبتيك الكتاب
- و ترنو إلى الأنجم النائيه
- **
- هنا أنت بين الضياء الضئيل
- و بين الدجى في الفضاء الرحيب
- و كم من مصابيح تفنى هناك
- تنير الثرى و الفراغ الرهيب
- **
- مصابيح كانت تذوب
- و تنحل في شعرها:س
- خطانا و لون الغروب
- و ما ضاع من عطرها
- و تلقي على ذكريات الشتاء
- ستاراً من الأدمع الراجفة
- فتخبو مصابيحهن البعاد
- بطيئاً كما تبرد العاطفة
- كما افترقت يوم حان الرحيل
- يد صافحتها يد واجفة
- كرجع الخطى في الطريق البعيد
- كما انحلت الرغبة الخائفة
- **
- وتصغي و لا شيء إلا السكون
- و إلا خطى الحارس المتعب
- وإلا ارتعاش الضياء الضئيل
- و خفق الظلال على المكتب
- **
- و أسفارك البالية
- كأشباح موتى تسير
- حياري إلى الهاوية
- وحلم أدكار قصير
- **
- و تنساب مثل الشراع الكئيب
- وراء الدجى روحك الشاردة
- ترى وجهها كالتماع النجوم
- و تطويه عنك اليد الماردة
- إلى أن يذوب الضباب الثقيل
- و تنهار ألوانه الجامدة
- فها أنت ذا تستعيد اللقاء
- كما عادت الجثة الباردة
- **
- و تمتد يمناك نحو الكتاب
- كمن ينشد السلوة الضائعة
- فتبكي مع العبقري المريض
- و قد خاطب النجمه الساطعة
- **
- تمنيت يا كوكب
- ثباتا كهذا أنام
- على صدرها في الظلام
- وافني كما تغرب
- و يغشى رؤاك الضياء القديم
- بطيئاً كما سارت القافلة
- ترى الباب مثل انعكاس المغيب
- على صفحة الجدول الناحلة
- و يغشى رؤاك الضياء القديم
- ينير لك الغرفة الآفلة
- و يغشى رؤاك الضياء القديم
- فيا لانتفاضتك الهائلة!
- **
- ترى الباب ألقى عليه الأصيل
- ظلالاً من الكرمة العارية
- فما كان غير اعتناق طويل
- عصرنا به القوة الباقية
- **
- و ألقيت عبء السنين
- و رأسي على صدرها
- فشدت عليه اليمين
- و أدنته من ثغرها
- **
- و أيقنت أن الحياة الحياة
- بغير الهوى قصة فاترة
- و إني بغير التي ألهبت
- خيالي بأنفاسها العاطرة
- شريد يشق ازدحام الرجال
- و تخنقه الأعين الساخرة
المزيد...
العصور الأدبيه