الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> المعمول الحجري >>
قصائدبدر شاكر السياب
- رنين المعمول الحجري في المرتج من نبضي
- يدمر في خيالي صورة الأرض
- ويهدم برج بابل يقلع الأبواب يخلع كل آجره
- ويحرق من جنائنها المعلقة الذي فيها
- فلا ماء ولا ظل ولا زهره
- وينبذني طريدا عند كهف ليس تحمي بابه صخره
- لا تدمي سوادالليل نار فيه يحييني وأحييها
- يا كواسر يا أسود ويا نمور ومزقي الانسان
- اذ أخذته رجفة ما يبث الليل من رعب
- فضحجي بالزئير وزلزلي قبره
- دماغي وارث الأجيال عابر لة الأكوان
- سيأكل مته داء شل من قدمي وشديدا على قلبي
- كلام ذاك أصدق من نبؤة أي عراف
- تريه مسالك الشهب
- حمى الأسرار تطلعه على المتربص الخافي
- اذا نطق الطبيب فأسكتوا العراف والفوال
- رنين المعول الحجري يزحف نحو أطرافي
- سأعجز بعد حين عن كتابة بيت شعر في خيالي جال
- فدونك يا خيال مدى وآفاق وألف سماء
- وفجر من نجومك من ملايين الشموس من الأضواء
- وأشعل في دمي زلزال
- لأكتب قبل موتي أو جنوني أو ضمور يدي من الاعياء
- خوالج كل نفسي ذكرياتي كل أحلامي
- وأوهامي
- وأسفح نفسي الشكلى على الورق
- سيقرأها شقي بعد أعوام وأعوام
- ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا
- وآلى رغم وحش الداء والآلام والأرق
- ورغم الفقر أن يحيا
- ويا مرضي قناع الموت أنت وهل ترى لو أسفر الموت
- أخاف ألا التكشير الصفراء والثقبين
- حيث امتصت العينين
- جحافل من جيوش الدود يجثم حولها الصمت
- تلوح لناظري ودع الدماء تسح من أنفي من الثقبين
- فأين أبي وأمي أين جدي أين آبائي
- لقد كتبوا أساميهم على الماء
- ولست براغب حتى بخط اسمي على الماء
- وداعا يا صحابي يا أحبائي
- اذا ما شئتمو أن تذكروني فاذكروني ذات قمراء
- ولا فهو محض اسم تبد بين اسماء
- وداعا يا أحبائي
المزيد...
العصور الأدبيه