الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> الباب تقرعه الرياح >>
قصائدبدر شاكر السياب
- الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
- الباب ما قرعته كفك
- أين كفك و الطريق
- ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
- الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
- من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
- الباب ما قرعته غير الريح
- آه لعل روحا في الرياح
- هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
- لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
- يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
- هي روح أمي هزها الحب العميق
- حب الأمومة فهي تبكي
- آه يا ولدي البعيد عن الديار
- ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق
- أماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
- لا باب فيه لكي أدق و لا نوافذ في الجدار
- كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
- من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار
- كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
- يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون
- و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار
- الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
- هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
- أماه ليتك ترجعين
- شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
- قسمات وجهك من خيالي
- أين أنت أتسمعين
- صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
- الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
- من ليالي السهاد
- 1- ليلة في لندن
- كما ينسل نور خائف من فرجة الباب
- إلى الظلماء في غرفة
- سمعت هتافه المجروح يعبر نحوي الشرفه
- ليرفع من سماوة لندن الليل المطل بلونه الكابي
- على الطرقات ترقد في دثار الثلج ملتفه
- و أمس سمعت في إيران صوت الديك في الفجر
- و من أفق المنائر في الكويت وزرقه البحر
- أهاب فرش جفني بالنعاس ( رنين أكواب
- بماء البصرة الرقراق تملأ ثم تسقيني )
- نداء راح ينثره المؤذن أطفيء الفانوس رف ضياؤه رفه
- وبعثره الظلام
- و ليلي الأواه في بيروت يحييني
- لأبصر فيه وجه الموت راح يذيبه نبع من اللهفه
- تدفق من فؤاد البلبل المسكوب بين غصون لبلاب
- ليال من عذاب من سنام لست أنساها
- غريبا كنت حتى حين أحلم لست في جيكور
- و لا بغداد أمشي في صحارى قلبي المسعور
- يريد الماء فيها ماء أين الماء و هي تريه أفواها
- على آفاقها الربداء ظمآى تشرب الديجور
- فلا تروى أأقصى العمر في صحراء في ليل من العطش
- أفتش عن عيون الماء عن إشراقه الغبش
- كأعمى نال منه السكر صاح ورفرفت كفاه بين مساند الماخور
- ليبحث عن رفيق أين جاري أين داري أين أواها
- أميرتي التي كانت تناولني كؤوس النور
- فيبصر قلبي الدنيا و يلقاها
- كأن الصبح أشرق في العراق و تعبر الرؤيا
- بحارا بي و تطوي ألف درب في الدجى تاها
- تراجع عالم و أطل ثان عالم يحيا
- على الأقمار تولد ثم تكمل ثم تندثر
- و ما لبس الجديد بغير يوم العيد يدخر
- ويجمع ثم ينفق ثم يضحك و هو يفتخر
- بأن الله يرزق حين يرزق هكذا الدنيا
- شتاء ثم صيف ليس في جيكور محتكر
- و لا فيها مصارف أو جرائد ليل كوريا
- يرى شفقا من النيرا
- فالنيران فيها حين تستعر
- تضيء لحى الشيوخ يحدثون و أعين النسوه
- تحدق في الطعام و ترقب الأطفال في نشوة
- أعدني يا إله الشرق و الصحراء و النخل
- إلى أيامي الحلوة
- إلى داري إلى غيلان ألثمه إلى أهلي
المزيد...
العصور الأدبيه