الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> إمام باب الله >>
قصائدبدر شاكر السياب
- منطرحا أمام بابك الكبير
- أصرخ في الظلام أستجير
- يا راعي النمال في الرمال
- و سامع الحصاة في قرارة الغدير
- أصيح كالرعود في مغاور الجبال
- كآهة الهجير
- أتسمع النداء ؟ يا بوركت تسمع
- و هل تجيب إن سمعت ؟
- صائد الرجال
- و ساحق النساء أنت يا مفجّع
- يا مهلك العباد بالرجوم و الزلازل
- يا موحش المنازل
- منطرحا أمام بابك الكبير
- أحس بانكسارة الظنون في الضمير
- أثور ؟ أغضب
- وهل يثور في حماك مذنب
- **
- لا أبتغي من الحياة غير ما لديّ
- الهري بالغلال بزحم الظلام في مداه
- وحقلي الحصيد نام في ضحاه
- نفضت من ترابه يدي
- ليأت في الغداة
- سواي زارعون أو سواي حاصدون
- لتنثر القبور و السنابل السنون
- اريد أن أعيش في سلام
- كشمعة تذوب في الظلام
- بدمعة أموت و ابتسام
- تعبت من توقد الهجير
- أصارع العباب فيه و الضمير
- و من ليالي مع النخيل و السراج و الظنون
- أتابع القوافي
- في ظلمة البحار و الفيافي
- و في متاهة الشكوك و الجنون
- تعبت من صراعي الكبير
- أشقّ قلبي أطعم الفقير
- أضيء كوخة بشمعة العيون
- أكسوه بالبيارق القديمة
- تنث من رائحة الهزيمة
- تعبت ربيعي الأخير
- أراه في اللقاح و الأقاح و الورود
- أراه في كل ربيع يعبر الحدود
- تعبت من تصنع الحياة
- أعيش بالأمس و أدعو أمسي الغدا
- كأنني ممثل من عالم الردى
- تصطاده الأقدار من دجاه
- و توقد الشموع في مسرحه الكبير
- يضحك للفجر و ملء قلبه الهجير
- تعبت كالطفل إذا أتعبه بكاه
- **
- أود لو أنام في حماك
- دثاري الآثام و الخطايا
- و مهدي اختلاجه البغايا
- تأنف أن تمسّني يداك
- أود لو أراك من يراك ؟
- أسعى إلى سدّتك الكبيرة
- في موكب الخطاة و المعذبين
- صارخة أصواتنا الكسيرة
- خناجرا تمزّق الهواء بالأنين
- وجوهنا اليباب
- كأنها ما يرسم الأطفال في التراب
- لم تعرف الجمال و الوسامة
- تقضت الطفوله انطفا سنا الشباب
- وذاب كالغمامة
- ونحن نحمل الوجوه ذاتها
- لا تلفت العيون إذ تلوح للعيون
- و لا تشفّ عن نفوسنا و ليس تعكس التفاتها
- إليك يا مفجّر الجمال تائهون
- نحن نهيم في حدائق الوجوه آه
- من عالم يرى زنابق الماء على المياه
- و لا يرى المحار في القرار
- و اللؤلؤ الفريد في المحار
- منطرحا أصيح أنهش الحجار
- أريد أن أموت يا إله
المزيد...
العصور الأدبيه