الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> يا رفاقي >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفلة تكريم الدكتور ظافر الرفاعي وزير خارجية سوريا والدكتور فريد زين الدين سفير سوريا في واشنطن
- ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة.
- -------------
- جعت والخبز وفير في وطابي
- والسنا حولي وروحي في ضباب
- وشربت الماء عذبا سائغا
- وكأني لم أذق غير سراب
- حيرة ليس لها مثل سوى
- حيرة الزورق في طاغي العباب
- ليس بي داء ولكني امروء
- لست في أرضي ولا بين صحابي
- مرّت الأعوام تتلو بعضها
- للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي
- كلما استولدت نفسي أملا
- مدّت الدنيا له كفّ اغتصاب
- أفلتت مني حلاوات الرؤى
- عندما أفلت من كفي شبابي
- بتّ لا الإلهام باب مشرع
- لي ، ولا الأحلام تمشي في ركابي
- أشتهى الخمر وكأسي في يدي
- وأحس الروح تعرى في ثيابي
- يا رفاقي حطموا أفداحكم
- ليس في دني خمر لانسكاب
- جفّ ضرع الشعر عندي وذوى
- ولكم عاش لمري واحتلاب
- أيها السائل عني من أنا
- أنا كالشمس إلى الشرق انتسابي
- لغة الفولاذ هاضت لغتي
- لا يعيش الشدو في دنيا اصطخاب
- لست أشكو إن شكا غيري النّوى
- غربة الأجسام ليست باغتراب
- أنا كالكرمة لو لم تغترب
- ما حواها الناس خمرا في الخوابي
- أنا كالسوسن لو لم ينتقل
- لم يتوّج زهرة رأس كعاب
- انا في نيويوريك بالجسم
- وبالروح في الشرق على تلك الهضاب
- في ابتسام الفجر، في صمت الدّجى ،
- في أسى تشرين، في لوعة آب
- أنا في الغوطة زهر وندى
- أنا في ((لبنان)) نجوى وتصابي
- ربّ هبني لبلادي عودة
- وليكن للغير في الأخرى ثوابي
- أيها الآتون من ذاك الحمى
- يا دعاة الخير، يا رمز الشباب
- كم هششنا وهششتم للمنى
- وبكيتم وبكينا في الهضاب؟!
- وأشتركنا في الجهاد أو عذاب
- والتقينا في الحديث أو كتاب؟
- وعرفتم وعرفنا مثلكم
- أنما الحقّ لذي ظفر وناب
- كلّ أرض نام عنبا أهلها
- فهي أرض لاغتصاب وانتساب
- إنني ألمح في أوجهكم
- دفقة النور على تلك الروابي
- وأرى أشباح أعوام مضت
- في كفاح ونضال ووثاب
- وأرى أطياف عصر زاهر
- طالع كالشمس من خلف الحجاب
- ليته يسرع كي أبصره
- قبل أن أغدو ترابا في التراب
المزيد...
العصور الأدبيه