الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> هديتي إلى مدارس الشعب بالاسكندرية >>
قصائدإيليا أبو ماضي
هديتي إلى مدارس الشعب بالاسكندرية
إيليا أبو ماضي
- ما للهموم الطارقات ومالي
- أسهرنني ورقدن عن أوجالي
- أمسين ملء جوانحي ما نابني
- خطب ولا خطر الغرام ببالي
- أهوى وقد عبث المشيب بمفرقي
- ليس الغواية للكبير البالي
- ما ثم داء يستطار له الكرى
- ما ثم غير كآبة وملال
- أرعى الشواقب في الظّلام كأنها
- زهر الحدائق أو نثير لآلي
- وكأنّما شوك القتاد بمضجعي
- وكأنّ حشو وسادتي بلبالي
- حتى إذا عكفت علّي وساوسي
- ونبا الفراش نزعت للتّجوال
- فخرجت كالمنشور بعد مماته
- وركبت متن اللّيل غير مبال
- وذهبت أخترق المسالك مدلجا
- وكأنما أطلقت من أغلال
- أسعى وما غاية أسعى لها
- سعيي إلى أمل من الآمال
- فاستوقفتني ضجة في حانة
- حبست مقاعدها على الجهّال
- حلموا على الصّهباء يرتشفونها
- كالطّير حول مصفّق سلسال
- في غفلة العذّال في غسق الدّجى
- إنّ السعادة غفلة العذّال
- نهب الكؤوس عقولهم ونضارهم
- نهب المدير الخادع الختّال
- أمسى يسوق إليهم آجالهم
- وحتوفهم في صورة الجريال
- شرّ الشراب الخمر يصبح صبّها
- قيد الضّنى ويبيت رهن خبال
- يا سالب الأرواح بعض ترفّق
- يكفيك أنّك سالب الأموال
- لا تدفعنّ تلك النفوس إلى الرّدى
- إنّ النفوس وإن صغرن غوالي
- وإذا بمخمور يتيه معربدا
- خبل به ما ذاك تيه دلال
- حيران مضطرب الخطى فكأنما
- قد راح يمشي فوق جمر صال
- متخمّط في سيره، متأوّد
- كالغصن بين صبا وبين شمال
- عقد الشراب لسانه ولقد يرى
- طلقا وفك مجامع الأوصال
- فكبا كما يكبوا الجواد على الثّرى
- شدّت عليه فوادح الأثقال
- وتقدّم الشّرطي يمشي نحوه
- مشي الفخور بنفسه المختال
- متلفتّا عن جانبيه كعاشق
- متلفّت حذر الرقيب القالي
- ورأيته وبنانه في جيبه
- فعلمت سرّ تلفّت المحتال
- لا تعجبوا مما أحدثكم به
- كم تحت ذاك الثّوب من نشّال
- ثمّ انثنى متبسّما وإذا فتى
- غضّ الإرهاب ممزّق السّربال
- وافى فحرّكه فألقى جثة
- همدت فأجفل أيّما إجفال
- وحتى عليه يضمّه ودموعه
- تنهلّ مثل العارض الهطّال
- وأتى ذويه نعيه فتألّبوا
- والغيد تعول أيّما إعوال
- أرخصن ماء الجفن ثمّ أذلته
- ولقد يكون الدّمع غير مذال
- ولقد شهدت صغاره في حيرة
- من أمرهم، لهفي على الأشبال
- لا يفقهون الحزن غير تأوّه
- ما الحزن غير تأوه الأطفال
- ما كنت أعلم قبلما حفوا به
- أنّ الشقيّ الجدّ ربّ عيال
- أسفي عليه مضرّجا لم تمتشق
- يده الحسام ولم يسر لقتال
- أودى ضحية جهله كم بائس
- أودى شهيد الجهل والاهمال
- فرجعت مصدوع الفؤاد أبثكم
- شجوي وأندب حاله العمّال
- باتوا من الأرزاء بين مخالب
- من دونهن مخالب الرئبال
- خطران من جهل وفقر ماالردى
- غير اجتماع الجهل ولاقلال
- فخذوا بناصرهم فإنّ حياتهم
- في مأزق حرج من الأهوال
- ما أجدر الّجهلاء أن يتعلّموا
- فالعلم مصدر هيبة وجلال
- فاسعوا لنشر العلم فيهم إنّما
- فضل الغمام يبين في الامحال
- إنّ الجهول إذا تعلّم واهتدى
- بثّ الهدى في صحبه والآل
- يا قوم إن لم تسعفوا فقراءكم
- فلم ادّخاركم إذن للمال
- هلاّ رضيتم بالمحامد قنية
- إنّ المحامد قنية المفضال
- أو لستم أبناء من سارت بهم
- في المكرمات روائع الأمثال
- جودا فغير الحمد غير ملّد
- ما المال إنّ المال طيف خيال
- هيهات ما يبقى ولو عدد الحصى
- أنّى يدوم وربه لزوال
المزيد...
العصور الأدبيه