الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> قف يا قطار >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- ألقاها في المأدبة الكبرى التي أقامتها مؤسسسة وطنية في مدينة كانتون،
- أوهايو
- - - -
- منذ افترقنا لم أذق وسنا
- للّه ما صنع الفراق بنا
- قل للخليّين الهناء لكم
- ألحبّ قد خلق العذاب لنا
- لم أنس قولتها التي ملأت
- نفسي أسى وجوانحي شجنا
- ماذا جنينا كي تفارقنا
- أمللتنا وسئمت صحبتنا
- فأجبتها بلسان معتذر
- لم تجني أنت ولا مللت أنا
- لكن رأيت الماء منطلقا
- ريا، فإن هو لم يسر أجنا
- والسيف إن طال الثواء به
- يصدأ ويصيح حدّه خشنا
- والسحب إن وقفت وما هطلت
- لم ترو أودية ولا قتنا
- إنّ الحياة مع الجمود قذى
- ومع الحواك بشاشة وهنا
- لا تعذليني فالقرى أربي
- حيث الحياة رغائب ومنى
- حيث النجوم تلوح سافرة
- لم تلتحف سترا ولا كفنا
- والفجر ملء جيوبه أرج
- والطير يملأ شدوها الوكنا
- وعلى الرّبى الأظلال راقصة
- ويد النسيم تداعب الغصنا
- وبح المدائن إنّ ساكنها
- كالميت لم يطمر ولا دفنا
- كم رحت أستسقي سحائبها
- فهمت ولكن محنة وضنى
- ولكم سهرت فلم أجد قمرا
- ولكم شدوت فلم أجد أذنا
- لو كان يألف بلبل غرد
- قفصا ، أحبّ الشاعر المدنا
- كره الورى طول المقام بها
- فاستنبطوا العجلات والسفنا
- ولقد ظفرت بمركب لجب
- فخرجت أطوي السهل والحزنا
- والشوق يدفعه ويدفعني
- حتى بلغت المنزل الحسنا
- ...
- قف، يا قطار ، على ربوعهم
- إنّ الأحبة، يا قطار... هنا
- هذي منازلهم تهشّ لنا
- أخطأت ... بل هذي منازلنا
- ما حلّ منهم موضعا أحد
- إلا وصار لكلّنا وطنا
- ((سورية)) في ((كانتن)) نغم
- عذب ،(( ولبنان)) شذى وسنا
- وإذا الحياة طوت محاسنها
- عني ، وصار نعيمها محنا
- مثّلتهم في خاطري ، فإذا
- دنياي فيها للسرور دنى
- يا قوم هذا اليوم يومكمو
- من ينتهزه ينل رضى وثنا
- فلتنبسط أيديكمو كرما
- ألسحب أنفعها الذي هتنا
- أنا لاأرى مثل البخيل فتى
- يضوى ويهزل كلما سمن
- من لا يشيد بماله أثرا
- أو يستفيد بماله مننا
- ويعيش مثل العنكبوت يعش
- في الناس مذموما وممتهنا
- فابنوا وشيدوا تكرموا رجلا
- كم قد سعى من أجلكم وبنى
- وطن وأهل لا ئذون بكم
- أفتخذلون الأهل والوطنا؟
- ((قطنا)) بنوك اليوم قد نهضوا
- فتمجدي بينك يا ((قطنا))
المزيد...
العصور الأدبيه