الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> فقيد الوطنية >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- رثى بها فقيد المنابر الطيب الذكر المغفور له مصطفى باشا كامل.
- .............
- بكيت ولكن بالدموع السخينة
- وما نفذت حتى بكيت بمهجتي
- على كامل الأخلاق والنّدب مصطفى
- فقد كان زين العقل زين الفتوّة
- نعاه لنا الناعي فكادت بنا الدّنى
- تميد لّهول الخطب خطب المروءة
- وذابت قلوب العالمين تلهّفا
- وسالت دموع الحزن من كلّ مقلة
- أجل قد قضى في مصر أعظم كاتب
- فخلّف في الأكباد أعظم حسرة
- ولو كان يفدى بالنفوس من الرّدى
- جعلنا فداه كلّ نفس أبية
- فتى مات غضّ العمر لم يعرف الخنا
- ولم ينطوي في نفسه حبّ ريبة
- وقد كان مقداما جريئا ولم يكن
- ليغي الرّدى غير النفوس الجريئة
- وكان جوادا لا يضنّ بحاجة
- لذلك أعطى روحه للمنّية
- سلام على مصر الأسيفة بعده
- فقد أودعت آماله جوف حفرة
- خطيب بلاد النيل مالك ساكنا
- وقد كنت تلقي خطبة إثر خطبة؟
- تطاولت الأعناق حتى اشرأبّت
- فهل أنت مسديها ولو بعض لفظة؟
- نعم كنت لولا الموت فارج كربها
- فيا للرّدى من غاشم متعنّت
- تفطّرت الأكباد حزنا كأنّما
- مماتك سهم حلّ في كلّ مجة
- وما حزنت أم لفقد وحيدها
- بأعظم من حزني عليك ولوعتي
- تناديك مصر الآن يا خير راحل
- ويا خير من يرجى لدفع الملّمة
- عهدتك تأبى دعوة غير دعوتي
- فمالك تأبى( مصطفى) كلّ دعوة؟
- فقد تك ريانا فيا طول لهفتي
- لقد كنت سيفي في الخطوب وجنّتي
- أجل طالما دافعت عن مصر مثلما
- يدافع عن مأواه نحل الخليّة
- فأيقظها من رقدة بعد رقدة
- وأنهضتها من كبوة تلو كبوة
- وقوّيت في أبنائها الحبّ نحوها
- وكنت لهم في ذاك أفضل قدوة
- رفعت لواء الحقّ فوق ربوعها
- فضم إليه كلّ ذي وطنيّة
- لئن تك أترعت القلوب محبة
- فإنّك لم تخلق لغير المحبّة
- فنم آمنا وفيت قومك قسطهم
- فيا طالما ناموا وأنت بيقظة
- سيبقي لك التاريخ ذكرا مخلدا
- فقد كنت خير الناس في خير أمّة
- عليك من الرّحمن ألف تحية
- ومن أرض مصر ألف ألف تحيّة
المزيد...
العصور الأدبيه