الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إيليا أبو ماضي >> عطش الارواح >>
قصائدإيليا أبو ماضي
- زحزحت عن صدرها الغيم السماء
- وأطلّ النور من كهف الشتاء
- فالروابي حلل من سندس
- والسواقي ثرثرات وغناء
- رجع الصيف ابتساما وشذّى
- فمتى يرجع للدنيا الصفاء؟
- فأرى الفردوس في كلّ حمى
- ورأى الناس جميعا سعداء
- زالت الحرب وولت إنما
- ليس للذعر من الحرب انقضاء
- إن صحوتا فأحاديث الوغى
- في الحمى الآهل والأرض العراء
- وإذا نمنا تراءت في الكرى
- صور الهول وأشباح الفناء
- فهي في الأوراق حبر هائج
- وعلى ((الراديو)) فحيح الكهرباء
- نتقي في يومنا شرّ غد
- وإذا الصبح انطوى خفنا المساء
- عجبا ! والحرب باب للردى
- وطريق لدمار وعفاء
- كيف يهواها بنو الناس فهل
- كرهوا في هذه الدنيا البقاء؟
- إن يكن علم الورى يشقيهم
- يا إآلهي ردّ للناس الغباء
- وليجىء طوفان نوح قياما
- تغرق الأرض بطوفان الدماء
- واعصم الأسرار واحجب كنهها
- عن ذوي العلم وأرباب الذكاء
- فلقد أكثرت أسباب الأذى
- عندما أكثرت فينا العلماء
- كم وجدنا آفة مهلكة
- كلما زحزحت عن سر غطاء؟
- قد ترقى الخلق لكن لم تزل
- شرعة الغابة شرع الأقوياء
- حرم القتل، ولكن عندهم
- أهون الأشياء قتل الضعفاء
- لا تقل لي هكذا اللّه قضى
- أنت لا تعرف أسرار القضاء
- جاءني بالماء أروي ظمأي
- صاحب لي من صحابي الأوفياء
- يا صديقي جنّب الماء فمي
- عطش الأرواح لا يروي بماء
- أنا لا أشتاق كاسات الطّلالا،
- ولا أطلب مجدا أو ثراء
- إنما شوقي إلى دنيا رضى
- وإلى عصر سلام وإخاء
- لا تعدني بالسما ، يا صاحبي
- ألسما عندي قرب الأصدقاء
- وأراني الآن في أكفانهم
- فأنا الآن كأني في السماء!
المزيد...
العصور الأدبيه